التلفزيون وصحتك

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتزايد الوقت الذي نمضيه أمام شاشات التلفزيون يومياً ، وتشير الدراسات إلى أن النساء تشاهدن التلفزيون أكثر من الرجال ، والاطفال هم أكثر مشاهدة للتلفزيون من الرجال والنساء. وبشكل عام يشتغل التلفزيون يومياً ما بين 5- 7 ساعات ، والبعض اعتاد على تشغيل التلفزيون بمجرد وصوله البيت ، والبعض يشغله دون أن يتابعه ، بل يستخدمه كخلفية صوتية لا بد منها ، وهناك من يجلس أمام التلفزيون لكنه يحلق  في عالم آخر.
ومن يتابع الدراسات التي أجريت على مشاهدة التلفزيون وقضاء وقت الفراغ في البيت ، والبرامج التي تعرضها الشاشات المتنوعة والعديدة ، وبالاستناد إلى الواقع الملموس يرى أن التلفزيون يسير بالاتجاه المغاير للصحة ، فكل ساعة يمضيها المرء أمام التلفزيون هذا يعني أنه يخسر ساعة من الحركة او من ممارسة الرياضة ، أو القيام ببعض الأنشطة الأخرى المفيدة مثل قراءة كتاب أو معاودة مريض أو زيارة صديق ، أو الجلوس مع أفراد الأسرة واللعب مع الاطفال ، الذين باتوا يفتقدون الكثير الكثير بسبب غياب الآباء والأمهات عنهم وانشغالهم بالعمل ومتطلبات الحياة اليومية والجلوس الطويل أمام هذه الشاشة التي باتت وسيلة للشرود أو الهروب من الحياة المتسارعة.
ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة الجمعية الأميركية الطبية فقد تبين أن كل ساعتي جلوس أمام التلفزيون تعرض المرأة للاصابة بالبدانة بنسبة تصل إلى 27% ، والسكري 20% وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل الى 15% ، وذلك مقارنة مع النساء الأخريات اللاتي يمضين هذا القوت في أنشطة أخرى.
ولا يقتصر تأثير التلفزيون على الجلوس وقلة الحركة ، بل على زيادة الاقبال على استهلاك الاطعمة الجاهزة والسريعة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ، لأن معظم الاعلانات تخص هذا النوع من أصناف الطعام والشراب التي تضر بصحة الفرد والمجتمع ، وإذا ما تعدينا هذا الأمر فالمشكلة الكبيرة تكمن في أن المسلسلات والبرامج تروج للعادات والسلوكيات الخاطئة ، مثل التدخين والمشروبات الكحولية وغيرها أيضاً ، خصوصاً مع تزايد المسلسلات التركية وغير التركية التي لا تقدم لنا إلا مضيعة الوقت ، وتأخذ منا الكثير.
أما الأطفال فرغم ضرورة العناية بالأطفال منذ الصغر إلا أن شاشاتنا تفتقد لبرامج هادفة ، وبرامج جاذبة غير مقلدة.
والخطر الذي يحمله التلفزيون أيضاً أنه بات وسيلة مساعدة لتعزيز حالة الصمت وغياب الحوار التفاعلي بين أفراد الأسرة ، هذا الصمت القاتل الذي يسلب يومياً الروح من البيت ويبدد المشاعر الايجابية ويعزز المشاعر السلبية .
ولتقييم الآثار السلبية أو الايجابية المتعلقة بالتلفزيون " الضيف الثقيل" ندعو إلى تجربة عملية لصرف النظر عن التلفزيون طيلة أسبوع وعدم مشاهدته نهائياً ، أو حصر مشاهدة التلفزيون في أوقات محددة فقط. تجربة لا شك مفيدة وسندرك حينها الفرق.


بقلم : د. بسام درويش
مستشار في الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة


 

Email