كورونا .. سيناريو مختلف

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعزف الشركات دائماً على الأوتار الحساسة ، وتطرب لدى سماعها ولو على حساب آلام ومخاوف الناس ، لأن المحرك الأساسي لتلك الشركات هو " الربح أولاً " ، والربح حق مشروع ضمن شروط وقواعد قانونية مشروعة وضوابط أخلاقية أيضاً.
وإذا ما عدنا بالذاكرة سنوات إلى الوراء لعاد بنا شريط الذكريات إلى عدد من السيناريوهات المتعلقة بأمراض أعطيت أكثر بكثير من حجمها ، مثل أنفلونزا الطيور ، وأنفلونزا الخنازير H1N1 ، وجنون البقر و غيرها الكثير ، وساهمت وسائل الاعلام في نقل أخبار الوفيات الخاصة بتلك الأمراض ، والتي يقتل التدخين أكثر منها بكثير ، والتي تسبب حوادث السيرأكثر منها بكثير وأمراض أخرى تسبب وفيات ولكنها لم توضع تحت دائرة " المجهر المكبّر " من أجل التضخيم والتهويل والتخويف لكي تنتفع هذه الشركة او تلك ، مستغلين ما حدث في القرن التاسع عشر من أوبئة تتعلق بالانفلونزا التي سببت وفاة الملايين من الأشخاص ، ولكن العلم قد تطور وفي عالم الطب التشخيصي والعلاجي والوقائي هناك قفزات نوعية قد تم تحقيقها في هذا المجال.
وما حدث في القرن التاسع عشر لم يعد يتكرر ، خصوصاً ان الوفاة تحدث بسبب المضاعفات الناجمة عن الاصابة بالفيروس وليس عن الفيروس بحد ذاته ، وعادة تحدث الوفاة إذا كان الشخص مسناً او لديه مشكلة مرضية تضعف مناعته ، أو بسبب الاهمال وعدم مراجعة الطبيب وعدم الاهتمام بصحته بشكل اساسي.
وتجدر الاشارة إلى أن الانفلونزا الموسمية تحدث كل عام أثناء فصلي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ. وتتسبّب الحالات المرضية الناجمة عن تلك الأوبئة في دخول العديد من الناس إلى المستشفيات وفي وفاة بعض منهم، لا سيما أشدّهم اختطاراً (صغار الأطفال أو المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة). وتتسبّب تلك الأوبئة السنوية، في جميع أنحاء العالم، في وقوع نحو ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين من الحالات المرضية الوخيمة ونحو 250000 إلى 500000 حالة وفاة. وتُسجّل معظم الوفيات المرتبطة بالأنفلونزا في البلدان الصناعية بين الأشخاص البالغين من العمر 65 سنة فما فوق. وفي بعض بلدان المناطق المدارية تدور فيروسات الأنفلونزا طيلة السنة ويبلغ دورانها مرحة الذروة مرّة أو مرّتين خلال مواسم الأمطار.
ولكي لا نطيل ولنتذكر جميعاً ما حدث منذ عدة سنوات وأقصد هنا ، سيناريو" H1N1" ، أين هو الآن ؟
ولنتذكر جميعا المقولة القديمة المتجددة دوماً " درهم وقاية خير من قنطار علاج " والالتزام بقواعد الصحة العامة ، وتجنب مخالطة المرضى المصابين بأمراض معدية ، بما في ذلك الانفلونزا أوغيرها من الأمراض ، وعند العطاس او السعال استعمال المناديل الورقية ، اضافة الى ذلك تجدر الاشارة إلى ان  إنتشار الإنفلونزا أياً كان نوعها سواء الموسمية التي تصافحنا جميعاً كل شتاء او مرة واحدة على الأقل كل عان ، عن طريق رذاذ  السعال أو العطس أو أثناء الكلام. وقد تنتقل الاصابة إلى فم أو انف الأشخاص القريبين من  الشخص المصاب. و في بعض الاحيان قد تتم العدوى عن طريق لمس الاسطح أو الاجسام الملوثة بفيروس الإنفلونزا و من ثم لمس العيون أو الفم أو الانف. ولهذا تحتل نظافة اليدين الأهمية القصوى ، ليس في الانفلونزا بل في 80% من الامراض المعدية .
وعلينا جميعاً ألا نهتم بعدد الوفيات بل بطرق الوقاية المتوفرة بين أيدينا .


 

Email