سر المريض من يحافظ عليه؟

من الحقوق الأساسية للمريض عدم افشاء اسراره ، ومن المعروف بأن المريض حينما يذهب الى احد الأطباء كونه، فهو يذهب إليه لكونه يثق به ، وقد اختار المريض من بين العديد من الأطباء ، لهذا ينبغي على الطبيب ان يحافظ على أسرار المريض وعدم البوح به لأحد.
ولكن للأسف إن البعض من الأطباء أو من الكوادر الطبية ينسى هذا الأمر الهام جداً ويفشي أسرار المريض بطرق عديدة.
ولأن المحافظة على أسرار المريض وعلى خصوصيته حق للمريض وواجب على الطبيب ألا يفشي الاسرار لأي كان ، لهذا فإن هذا الأمر يثير التساؤلات خصوصاً مع اللجوء الى استعمال السجلات الالكترونية للمرضى .
ومما لا شك فيه أن التكنولوجيا – على رغم أهميتها – لها قيمتها المضافة بالنسبة للخدمات الطبية ، ولكنها من ناحية ثانية ، قد تحمل بعض الآثار السلبية ، خصوصاً ما يتعلق بحق من حقوق المريض – خصوصية المريض – وعدم الافشاء بأسراره ، وما يعاني منه .
وفي هذا المجال ينبغي العمل على تحقيق التوازن ما بين خصوصية وأمن المريض وحاجة الطبيب للحصول على معلومات المريض.

ولللأسف نقول إن بعض الأطباء يخبر الآخرين باسم المريض وجنسيته وعمره وحالته ، وهناك من يقوم بهذا الأمر عبر وسائل الاعلام ، دون أن يفكر هذا الطبيب بمقدار الأذى النفسي الذي يتعرض له المريض جراء كشف حالته المرضية و ما يتعلق بنمط حياته ايضاً ، لأن القصة المرضية التي تعد مفتاح التشخيص ، يتطرق من خلالها الطبيب بأسئلة تتعلق بجوانب مختلفة من حياة المريض ، سواء ما يتعلق بنومه وحالته المادية والاجتماعية وعلاقاته والامراض التي اصيب بها ، والأدوية التي يتناولها ، وغير ذلك من المعلومات التي قد لا يرغب المريض بالافصاح عنها لأقرب المقربين منه .
لهذا نود أن نهمس في أذن طبيب ونذكره بقسم أبوقراط الطبي الذي يؤكد على ضرورة المحافظة على اسرار وعدم الافشاء بها.
ومن المهم جدا ان يلتزم الاطباء بهذا الأمر وعدم التزامهم يعني خرق لأخلاقية المهنة ، مهنة الطب الانسانية ويمكن للمريض ان يطالب بحقه عبر القانون والجهات الرسمية .