دروس مستفادة .. التوعية هي الخطوة أولاً

د. بسام درويش - مستشار في الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يعود بذاكرته سنوات إلى الوراء يتداعى أمامه شريط من الأخبار والأقاويل المتعلقة بانفلوزنزا الخنازير التي أطلق عليها اسم "H1N1" ، و" سارس " وأنفلونزا الطيور وغيرها الكثير ، التي أثارت الرعب بين أفراد المجتمع في العديد من الدول .
وحسب آخر احصائية نشرت من منظمة الصحة العالمية في 15 أبريل 2014 تم تشخيص 222 حالة مؤكدة في العالم توفي منهم 80. تعتبر السعودية الأكثر اصابة بالفيروس والدول الأخرى التي ثبت وجود حالات فيها هي بريطانيا، قطر ،الأردن ، فرنسا ، الإمارات وتونس.  ومن المعروف بأن الأنفلونزا الموسمية من المشكلات الصحية العمومية الخطرة التي تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة وتؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمّت بالفئات السكانية الشديدة الاختطارمثل كبار السن فوق سن 65 سنة ، والمصابين بأمراض في الكلى ، وفي الكبد ، والمصابين بأمراض مزمنة وغير ذلك من الأمراض التي تضعف المناعة في الجسم . ورغم ذلك تبقى الوقاية هي الخطوة الأولى ، والتطعيم والعناية الشخصية بالنظافة واتباع قواعد الصحة العامة كل ذلك يقلل من الاصابة بالأمراض وبمضاعفاتها التي تهدد الحياة.
وإذا ما عدنا الى ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي ، للأسف أقول إن أي خبر أو معلومة تثير الرعب والخوف والقلق سرعان ما يتم تداولها عبر الانترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي ، والبعض يتفنن في نقل المعلومة ناسباً إياها إلى مصدر مسؤول ، وهكذا..
و إن غياب أو تدني أداء " الاعلام الصحي" كما حدث في وزارة الصحة السعودية على سبيل المثال قد ساهم في إثارة البلبلة ، خصوصاً تصريحات الوزير تقول في كل مرة " الوضع الصحي مطمئن" ، دون أن يكون هناك استراتيجية اعلامية مبنية على الحقائق الواضحة وعلى دقة المعلومات ، وسرعة الرد على الشائعات بالحقائق عبر وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر قنوات الهواتف الذكية ، ونشر الحقائق المتعلقة بهذا المرض أو ذاك.
ومن خلال عملي في مجال التوعية الصحية عبر وسائل الاعلام المختلفة ، و عملي في اللجنة الاعلامية في وزارة الصحة ضمن حملة  "H1N1" ، أرى أن التوعية ودقة المعلومات وتوفير خط ساخن على مدار الساعة للرد على الاستفسارات وللتواصل مع وسائل الاعلام هي الخطوة الأولى للرد على الشائعات وعلى ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الهواتف الذكية ، إذ ينبغي التركيز على التوعية ، وعلى الوقاية من خلال الاعتناء بالصحة والنظافة الشخصية ، والتركيز على ضرورة عدم التردد في استشارة الطبيب حين السعال والعطاس، ومن المهم جداً الحفاظ على نظافة اليدين وقواعد الصحة العامة.
وإذا ما تم توفير البيانات المطلوبة عبر وسائل الاعلام المختلفة ، فإن الشائعات سرعان ما يزول تأثيرها وتتلاشى ، ولكن غياب الرد الرسمي الدقيق يساهم في إثارة القلق والخوف ،على رغم أن " كورونا " ليس بذلك البعبع ، بل هو فيروس يمكن الوقاية منه. وتبقى المعرفة أساس التوعية ، و التوعية هي الخطوة الأولى.






 

Email