تلعب القصة المرضية دوراً هاماً في رسم خريطة الطريق التشخيصية والعلاجية والوقائية أيضاً ، وهي مفتاح التشخيص الذي على أساس الدلائل التي تم التوصل إليها ، يبنى العلاج لضمان تماثل المريض إلى الشفاء وتحسين نوعية حياته ، حتى وإن لازمه المرض لأي سبب من الأسباب طيلة حياته.
ولأن القصة المرضية هامة جداً لهذا يجب على الطبيب أن يمنح الوقت الكافي للاستماع إلى القصة المرضية للمريض ، وألا يوكل هذا الأمر الى الممرضة ، لأن الحديث مع المريض يبني جسراً  من العلاقة الوثيقة بينهما ، والطبيب بحاجة إلى معرفته الأمراض التي أصيب بها ، والأدوية التي يتناولها ، والحالات المرضية في العائلة ، والمستحضرات التي يتناولها سواء أكانت عشبية أو صيدلانية ، والكثير من التفاصيل التي تتعلق بحياة المريض وعلاقاته وغير ذلك ، ولأن الطبيب - ليس محققاً أو قاضياً - لهذا يجب على المريض ألا يخفي على الطبيب أي شيء أو معلومة ، سواء أكان الأمر يتعلق التدخين أو المنشطات أو المشروبات الكحولية أو العلاقات غير الشرعية أو غير ذلك ، وعلى الطبيب ألا يفشي هذه الأسرار ، وألا يتحدث لأي شخص كان عن حالة المريض وخصوصيته.
فهذه المعلومات هي سر ، وافشاء اسرار المريض يعرض الطبيب للمساءلة القانونية .
وللأسف أقول إن بعض الأطباء يتحدثون عن مرضاهم وعن حالاتهم المرضية ، و لا يخفون الاسم ، بل يصرحون به ، وهذا الأمر يضر بالمريض وربما يعرضه لمواقف – هو بغنى عنها – قد تتعلق بحياته العائلية أو العملية - .
لهذا نأمل من كل طبيب أن  يحترم هذا الحق الخاص بالمريض ، وأن يتذكر أن المريض قد اختاره من بين العديد من الأطباء لعلمه وأخلاقه العالية ، ونأمل من كل مريض ألا يخفي أي معلومة مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، لأن هذه المعلومات تساعد الطبيب في التوصل إلى التشخيص ، ووضع الخطة العلاجية المناسبة .
ولنتذكر جميعاً أن الطب مهنة انسانية نبيلة ، وان غايتها الاساسية تخفيف الآلام وتحسين نوعية حياة المرضى من أجل التمتع بالصحة والحياة السعيدة ، والمزيد من الحيوية في مختلف الأعمار .