غاية الطب تحقيق سلامة المريض أولاً وأخيراً ، والاعتماد ليست مجرد شهادة تفتخر المنشأة الصحية بالحصول عليها ، بل هي دليل ارشادي عملي ، يعني أن المنشأة ملتزمة بتوفير السلامة للمريض والجودة في مستوى الخدمات الطبية .
ولأن المريض هو الهدف ، نطرح عدداً من التساؤلات التي تبحث عن إجابات شافية ، ومن بينها: هل يتم العمل على أخذ رأي المرضى في المنشأة الطبية ، وهل يتم اجراء استبيان حول مدى الرضا حول جودة الخدمات الطبية ، دون اغفال الجانب الانساني ، لأن المريض هو انسان أولاً وآخراً.
ومما لاشك فيه إن اشراك المريض في مثل هذه الخطوات يساهم في تحسين مستوى الخدمات الطبية من جوانبها المختلفة الطبية والانسانية .
وهل يتم الأخذ بعين الاعتبار الأخطاء الطبية التي تحدث في المنشأة الطبية ، والسيرة الحسنة للعاملين في هذه المنشأة ، خصوصاً اصحاب ومدراء المنشأة الطبية ، لكونها هي التي تضع الخطة الخاصة بالتشغيل والادارة ؟
وهل لدينا في المنشآت الصحية الخاصة والحكومية أقسام وإدارات متخصصة بالسلامة والجودة ، ولدينا الكوادر المؤهلة في هذا المجال؟
من يتابع ما يحدث في القطاع الخاص الذي يهدف بشكل أساسي إلى الربح ، ربما لا يجد الأقسام المخصصة بالسلامة والجودة ، وعادة ما يكلف أحد الموظفين سواء من الاطباء او الكوادر الفنية التمريضية بالقيام بمهمة الاشراف على السلامة والجودة في الخدمات الطبية .
وبالطبع لا يمكن لموظف بهذا الشكل ان يقوم بتلك المهام الحساسة والحيوية التي تتعلق بسلامة المرضى ، التي تتطلب القيام بمهام يومية ، ودراسات ومتابعات وتدريبات من أجل تحقيق معايير السلامة والجودة ليس فقط حينما يقترب موعد التقييم الذي يتم عادة كل ثلاث سنوات ، وإنما بشكل يومي ، نعم ينبغي أن يتم تحقيق السلامة بشكل يومي وعلى مدار الساعة لأننا نتعامل مع مرضى لديهم مشاعر وأحاسيس ولديهم من ينتظر عودتهم معافين سالمين من المنشأة الصحية سواء أكانت مشفى صغير أم كبير او عيادة ام مجمع طبي.
والسؤال الأخير كيف يمنح يتم منح هذه المنشأة أو تلك شهادة اعتماد دون اطلاع على سجلها الأخلاقي والمهني في الهيئات الصحية الرسمية ؟
