بقلم : د. بسام درويش - مستشار الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة

لقد تم تتويج معرض الصحة العربي 2014 ، بخبر أثلج قلوب العاملين في القطاع الصحي في دولة الامارات العربية المتحدة ، وهو خبر توقيع اتفاقية توحيد التراخيص الطبية في مختلف إمارات الدولة ، والتي شهد توقيعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإلى جانبه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، على هامش زيارة سموهما إلى معرض ومؤتمر الصحة العربي في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، وبارك سموه الاتفاقية واعتبرها خطوة جديدة على الطريق الصحيح من أجل توحيد الأنظمة والقوانين والإجراءات، التي تنظم هذه المهنة الإنسانية النبيلة في دولتنا العزيزة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاتفاقية ستساعد على تقليل الفجوة الكبيرة ما بين حاجة المنشآت الصحية للكثير من الكوادر الطبية ، خصوصاً في بعض التخصصات ، وما بين قلة العدد ، وكثرة قوائم الانتظار من الكوادر الطبية الراغبة بالعمل والتي تنتظر الموافقة على ترخيصها من قبل الهيئات الصحية الرسمية في الدولة .

ووفقاً لدراسة أعدتها مؤسسة"رنكوس"العالمية، فإن دولة الإمارات بحاجة  إلى توظيف 13 ألف طبيب خلال عام 2014". ويعكس هذا الرقم الزيادة المطردة في شغور الملاكات الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية الإماراتي، وتحوله إلى قطاع استثماري ضخم يرفد الاقتصاد الوطني ويعزز تنوع الأعمال في الدولة.

 وهنا نطرح السؤال التالي " وماذا عن الترخيص الخاص بمدينة دبي الطبية ، وهل يحق للطبيب المرخص خارج هذه المدينة أن يعمل في إحدى المنشآت الصحية التابعة لها ؟

ومما لاشك فيه أن توحيد كافة التراخيص من جهة وتقصير فترة الانتظار الطويلة للحصول على ترخيص مزاولة المهنة ، وتقصير الفترة الزمنية للحصول على ترخيص المنشأة الطبية ، مع عدم التساهل في المعايير ، والالتزام بمعايير الجودة في القطاع الصحي من أجل تحقيق سلامة المرضى ، كل ذلك سيساهم في تشجيع الاستثمار في القطاع الصحي ، وسيساهم في تشجيع السياحة العلاجية ، خصوصاً أن دبي تمتلك كافة مقومات السياحة العلاجية ، والمرافق السياحية والترفيهية التي تجعل من دبي وجهة للسياحة العلاجية .

وما نأمله أيضاً أن يتم إعادة النظر في حرمان العديد من الأطباء المرخصين في الامارات الشمالية من قبل وزارة الصحة ، من العمل في القطاع الخاص نظراً لبلوغهم سن الستين دون مبرر، والذين اضطر بعضهم من المستثمرين في القطاع الصحي إلى إغلاق المنشأة الصحية التي كانت تلبي جزءاً من الاحتياجات في القطاع الصحي .

عدا عن ذلك فالطب خبرة تراكمية ، ونحن اليوم بحاجة إلى الطبيب " الحكيم " ، الذي يوفر على المريض الكثير من المتاعب ، ويمنحه الشعور بالأمل رغم الألم .

ولكي لا نحرم هذه الفئة العمرية من العمل في القطاع الصحي الخاص  ، يمكن أن يخضع الطبيب الذي تعدى سن الستين  لتقييم صحي .

أخيراً ، هل التراخيص الطبية تعرقل أم تشجع الاستثمار في القطاع الصحي ؟