بقلم : د. بسام درويش
مستشار في الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة


تشغل الملفات الطبية للمرضى حيزاً كبيراً في العيادات الصغيرة والكبيرة ، وفي المستشفيات الحكومية منها والخاصة ، ومن يدخل إلى الغرف الخاصة بالملفات يصاب بالدهشة جراء العدد الكبير من الملفات الطبية التي يجب المحافظة عليها ، كونها تتضمن معلومات هامة تتعلق بالمريض والحالة المرضية والأدوية وغير ذلك من المعلومات الهامة .

ولقد ساهمت التكنولوجيا الرقمية في خدمة المستشفيات الراقية وتأمين سلامة المرضى، إذ عادة ما تتطلب إدارة المستشفيات الكثير من الأعمال الورقية. وبين أعمال حفظ المئات وربما الآلاف من المستندات والتقارير الطبية في الإدارة، وإشغال العديد من الغرف والخزائن المخصصة لحفظها، يتم إهدار معظم ميزانية المستشفيات في تناقل الأوراق. وينتظر أن يؤدي التطور التكنولوجي السريع إلى تغيير كل هذه السلبيات مع ظهور عشرات التطبيقات الرقمية المخصصة لإدارة الملفات الطبية.

واليوم ساهمت التكنولوجيا في حل هذه المشكلة الكبيرة من خلال أرشفة تلك الملفات الكترونياً ، وحفظها في مساحة صغيرة في جهاز كمبيوتر في المنشأة الطبية ، ومن فوائدها سهولة الوصول لأي ملف ، وإضافة أي معلومات جديدة ، دون الحاجة للبحث الطويل والمضني ، والوقت والجهد الطويلين ، عدا عن إمكانية ضياع أي ورقة في الملف أو تلف أي ملف جراء التعرض للماء أو الرطوبة أو الحريق أو غير ذلك.

ومما لاشك فيه أن الغاية الأساسية هي " سلامة المرضى " ، وهي الغاية الأساسية التي يبنى على أساسها أي مشروع طبي سواء أكان ربحي أم غير ربحي ، فالسلامة أولاً ومن ثم الربح وغير ذلك من الأهداف .

وتسمح التكنولوجيا الطبية النقالة للممرضات وبقية المتخصصين بالحصول على هذه السجلاّت والوصفات الطبية بلمسة بسيطة على الشاشة أو على لوحة المفاتيح في الكمبيوتر.

تقنية المعلومات هي واجهة أساسية لأي منشأة طبية عصرية ، لكونها تساهم في المحافظة على سلامة المرضى ، وهذا الأمر يتطلب توفير البرامج وتدريب الأطباء والفنيين من أجل استخدامها بشكل سليم تفادياً لأي خطأ قد يضر بالمريض. وبالطبع يجب التذكير هنا بضرورة اختيار البرامج الذكية التي توفر المزيد من الأمان ، والسهولة في التطبيق والاستخدام. والصعوبة في الاختراق لأن معلومات المريض أو سجل المريض أمانة وحق من حقوقه وعلينا صونه والمحافظة عليه من أيدي العابثين.