بقلم د. بسام درويش
مستشار في الإعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة


تشير الإحصائيات العالمية والمحلية إلى زيادة عدد الذين تزيد أعمارهم عن عمر الستين عاماً ، والذين يطلق عليهم عادة " كبار السن أو المسنين " ، وتتطلب مثل هذه الفئة من المجتمع رعاية صحية ونفسية وعاطفية ، لا تقل أهمية عن الرعاية التي يتطلبها الطفل الصغير في المراحل المبكرة من العمر.

إذ  تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية ، إلى أنه من المتوقع عام 2025، أن يشكل كبار السن حوالي 8.7%، وبحلول عام 2050 سيشكلون حوالي 15% من السكان ، ما يعادل ملياري شخص حول العالم، وسيعيش 80% منهم في البلدان النامية. ويشهد الإقليم زيادة في عدد ونسبة السكان الذين تصل أعمارهم 60 سنة أو أكثر. بينما كان عددهم حوالي 26.8 مليون (5.8 % من إجمالي السكان) عام 2000.

ومما لا شك فيه أن دولة  الإمارات العربية المتحدة تولي المسنين الأهمية  سواء من حيث تخصيص مبالغ مادية أو توفير دور للرعاية الصحية للمسنين ، ومؤخراً تم الاعلان عن تحويل استراحة الشواب في دبي إلى ملتقى للأسرة يضم مرافق تراثية وترفيهية وخدمات صحية ومطاعم للشواب وأسرهم. ، وذلك وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومثل هذا المشروع يضفي قيمة إضافية إلى الخدمات التي تقدمها الحكومة والتي تتعلق بالمسنين أو كبار السن.

ولا شك أن هذا المشروع يساهم في تحسين نوعية حياة هذه الفئة العمرية التي خبرت الحياة وتعرفت إلى كافة مفاصلها الأساسية ، والتي لا يمكن بحال من الأحوال إهمالها أو إغفالها.

ولكن ، هذا المشروع – على رغم أهميته – لا يكفي لتلبية متطلبات المسنين الذين تتزايد أعدادهم -  ومن هنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة مبادرة أصحاب الخير من رجال الأعمال الإماراتيين أو غيرهم، لتأسيس مشاريع لدور الرعاية النهارية للمسنين ، مع توفير كافة متطلبات الرعاية الصحية الجسدية منها والنفسية ، والترفيهية ، خصوصاً أن نسبة المسنين في ازدياد سواء بالنسبة للإماراتيين أو المقيمين على هذه الأرض الطيبة والخيّرة.

أليس من واجب المقتدرين من رجال الاعمال أن يقدموا مثل هذه الخدمات ، كنوع من الخدمة المجتمعية للبلد الذي وفر لهم كل مقومات الحياة السعيدة والرغيدة ، وكل وسائل النجاح في أعمالهم ، وكل التسهيلات التي توفر الكثير على رجال الأعمال وغيرهم.

لقد درس البعض من رجال الأعمال " السوق " وبادروا إلى إنشاء مؤسسات توفر الرعاية التمريضية ، كمشروع ربحي - وهذا حق لكل شخص أن يؤسس أي مشروع وفق القوانين - ولكن هناك واجب أيضاً عليهم ، أن يبادروا إلى دعم ما توفره الحكومة من جهة بما يتعلق بالمسنين ، أو تأسيس دور جديدة بمعايير عالمية مع مراعاة كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد.

وعلى وسائل الاعلام أيضاً مسؤولية كبيرة في هذا المجال ، سواء بتخصيص برامج لهم أو التواصل معهم ، لأن في قسمات كل وجه قصة وحكاية ودرساً مستفاداً . وهذا واجب علينا من أجل رد الجميل للمسنين الذين ساهموا في دفع عجلة التطور في الدولة ، وللحكومة التي لم تبخل يوماً  في توفير الحياة الكريمة والرفاهية للجميع سواء في الصغر أو في الكبر، ولن نستشهد بالكثير من الأقوال والأمثال ومما أوردته الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية ، التي توصي بالعناية بكبارالسن ، لأننا نعرفها جيداً ، ونأمل أن تشهد السنوات القادمة المزيد من المشاريع التي تهتم بنوعية حياة كبار السن.