اصطدمت رغبة ألمانيا وفرنسا في استئناف الحوار مع روسيا عبر عقد قمة مع فلاديمير بوتين برفض عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ما أثار استياء المستشارة أنغيلا ميركل.

وبعد مناقشات طويلة مع نظرائها الأوروبيين المجتمعين في قمة في بروكسل، قالت المستشارة الألمانية: «لم يكن ممكناً اليوم الاتفاق على أننا يجب أن نلتقي على الفور في قمة مع روسيا، كنت أفضل شخصياً نتيجة أكثر جرأة».



وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هذا الحوار ضروري لاستقرار القارة الأوروبية، مضيفاً: «سيكون حازماً لأننا لن نتخلى عن أي من قيمنا أو مصالحنا». وفضّل ماكرون التركيز على النصف الملآن من الكوب، معتبراً أنّ رفض العديد من الدول الأعضاء ليس مأساة، لأنّ فكرة إجراء حوار بين أوروبا وروسيا أحرزت تقدماً في بروكسل رغم كل شيء.

من جهته، صرّح المستشار النمساوي سيباستيان كورتس: «دعمتُ ألمانيا وفرنسا لإجراء حوار على أعلى مستوى مع روسيا»، إلّا أنّ من الضروري الآن تحديد أيّ قنوات حوار ستكون مفيدة.



وأدى المشروع إلى انقسام الدول الأعضاء ولم يتم التوصل إلى توافق. وتعارض دول البلطيق وبولندا والسويد وهولندا استئناف الحوار مع رئيس روسي يضاعف التحركات العدائية ضد بلدان الاتحاد الأوروبي وجوارها.

وقال رئيس ليتوانيا، جيتاناس ناوسيدا: «هذا الأمر مبكر جداً لأنّنا لا نرى حتى الآن تغييراً جذرياً في سلوك فلاديمير بوتين». ورأى الرئيس الليتواني، أن خوض حوار من دون أي خط أحمر ومن دون أي شرط مسبق سيكون إشارة سيئة للغاية.



وتعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مواصلة دعوة الاتحاد الأوروبي إلى إجراء محادثات مع روسيا، رغم فشل مقترحها في هذا الشأن خلال القمة الأوروبية الأخيرة. وقالت ميركل في بروكسل، إنه يتعين العودة إلى هذا الأمر خلال القمم المقبلة، مؤكدة أنها لا ترى أن إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمثل مكافأة للكرملين.



ورداً على فشل التكتّل الأوروبي على التوافق، أعرب الكرملين، عن أسفه لتفويت فرصة إحياء الحوار بين الاتحاد الأوروبي والرئيس فلاديمير بوتين، محملاً دولاً في شرق أوروبا مسؤولية ذلك، بعدما عطلت اقتراحاً فرنسياً ألمانياً.



وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنه تبلغ هذا الرفض بأسف، واصفاً القرار الأوروبي بأنّه غير منطقي ويضر بالمستقبل.

وأكد أنّ بوتين يبقى مؤيداً لإقامة علاقات عمل بين موسكو وبروكسل. بدورها، اتهمت الخارجية الروسية، الاتحاد الأوروبي بتحديد سياسته حيال موسكو، انطلاقاً من شائعات مناهضة لروسيا مصدرها بعض دوله الأعضاء.