أكد عدد من المثقفين، أن تحدي القراءة العربي، يحفز شغف المعرفة لدى الأجيال، ويشكل جسر عبور نحو المستقبل، موضحين في أحاديثهم لـ «البيان»، أن ما حققته الدورة الثامنة من أرقام قياسية في أعداد المشاركين، يبرز نجاح التحدي وقدرته على تعزيز مكانة اللغة العربية عالمياً، وإنشاء جيل يحب التعلم والمعرفة ويعشق القراءة.
رؤى ودعم
وفي السياق، أوضحت هالة بدري، المديرة العامة لهيئة الثقافة والفنون بدبي «دبي للثقافة»، أن «تحدي القراءة العربي» يشكّل علامة فارقة في المشهد الثقافي المحلي والعربي، وخطوة مهمة على صعيد إثراء البناء المعرفي للمجتمع، مشيرة إلى أنه نجح في أن يصبح المشروع الأكبر في العالم لتشجيع الطلاب على القراءة، بفضل رؤى ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله».
وقالت: «يمثل تحدي القراءة العربي حلقة وصل بين الثقافات العربية وأبنائها، ويسهم في تحفيز شغف المعرفة لدى الأجيال القادمة ويعزز إقبالها على القراءة التي تشكل منهاج حياة وجسر عبور نحو المستقبل والارتقاء بالمجتمعات». ولفتت إلى أن ما حققته الدورة الثامنة من أرقام قياسية في أعداد المشاركين، يبرز نجاح التحدي وقدرته على الوصول إلى مدارس الوطن العربي وأبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية. وأضافت: «تمكن تحدي القراءة العربي من تخطي التوقعات كافة، وأن يبرز تأثيره على أرض الواقع عبر تقديم نماذج ملهمة تمتلك روح المبادرة، والإسهام في إنشاء جيل قارئ قادر على قيادة مسيرة التنمية، والمحافظة على الإنجازات».
مكانة متميزة
وأكد الكاتب علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أنه حين يؤمن قائد فذ ذو نظرة مستقبلية ثاقبة، بأن القراءة يمكن أن تغير الحياة، وأنها ستصنع أجيالاً مختلفة، وأنها ستفتح أبواب العلم والحضارة، فهذا يعني أن القراءة تحتل مكانة متميزة بين أساليب تغيير الحياة، وأنها قادرة على صناعة الفرق، وأنها وسيلة لفتح أبواب الحضارة.
وأشار إلى أن تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، التي أطلقها بعدما اطلع على أرقام تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة أكبر شهادة للقراءة بأنها وسيلة تغيير ناجعة وصانعة أجيال مبدعة وفاتحة أبواب فعالة.
وتابع: «من جديد تثبت الأرقام أن مشروع تحدي القراءة العربي المشروع الحضاري الأكبر لتشجيع الطلاب على القراءة».
وأوضح الهاملي أن هذا العدد المتنامي من المشاركات في هذه المبادرة يثبت، عاماً بعد عام، نجاحها ومكانتها لدى الطالبات والطلاب العرب، كما يثبت دورها في نشر عادة القراءة لديهم، وتحويلها إلى أسلوب حياة، وليس فعلاً هامشياً مرتبطاً بمساحة الفراغ التي تتوافر للطالب والطالبة، أو هواية من بين عشرات الهوايات التي يمارسانها في حياتهما اليومية. وبين الهاملي أن تحدي القراءة العربي يعزز مكانة لغتنا العربية عالمياً، ويرسخ أهميتها في عقول الأجيال. وأضاف: «متفائلون بأن أجيالنا القادمة ستكون أفضل بإذن الله تعالى، طالما لدينا قادة يفكرون بمستقبل أجيالنا، ويؤمنون بأن القراءة قادرة على التغيير وفتح أبواب العلم والحضارة».
أعجوبة العصر
وقال الكاتب ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات: «فكرة مبادرة تحدي القراءة العربي أعجوبة العصر ومهمة وجبّارة، والدليل ما وصلت إليه من أرقام قياسية في المشاركات».
وأكد أن «التحدي» بفضل الفكر النيّر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونظرته المستقبلية الثاقبة، يسهم في بناء جيل يعشق العلم ولديه القدرة على التعلم وامتلاك محتوى مهم، وفيه قدر كبير من التنافس الشريف في أهم ما يعني الحضارة العربية وهو العلم والثقافة، ولفت إلى أن هذه المبادرة أثبتت أننا أمة تقرأ بكل المقاييس والمعايير، وأشار إلى أن هؤلاء الذين بدؤوا درب القراءة منذ صغرهم عبر هذه المسابقة ستكون حياتهم بكل تأكيد مختلفة عن أقرانهم ممن لا يمسكون كتاباً أو تغريهم القراءة والمعرفة وأضاعوا أعمارهم وأوقاتهم في وسائط التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الترفيه التي لا طائل منها.
وأضاف: «تحدي القراءة العربي إنجاز كبير يسهم في خلق جيل باحث وكاتب وعالم وهو من سيفيد أمتنا بعلمه ومعرفته، ولن يتوقف عند حد معين في القراءة والمعرفة لأنه اتخذه طريقاً منذ الصغر». ولفت إلى أن المشاركين في تحدي القراءة العربي، يقرؤون بنهم، ويتنافسون بقوة للحصول على لقب «بطل تحدي القراءة».
شعاع الحروف
وقال ياسر القرقاوي، رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني : «القراءة شعاع الحروف الذي ينير طرقات الحياة، والحقيقة التي اعتمدت عليها الحضارات الكونية عبر التاريخ، وما تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتحتضن مدينة دبي رؤاه ومساراته ومنافساته النهائية، إلا دليل على ذلك، فالقراءة في جوهرها وحقيقتها المطلقة مفتاح يسهم في التغيير الإيجابي لتفصيلات الحياة الفردية والمجتمعية على حد سواء».
وأوضح ياسر القرقاوي، أن الشعوب التي تعلي قيمة الكتاب وتكرس منزلته وأهميته كونه يرسم نهج التغيير للمرور نحو مستقبل واعد، لا يمكن هزيمتها، فالعلم والفكر والثقافة والوعي، حكاية المستقبل الذي إليه نتجه، لأن القراءة سماء العقل دائماً، من المهد إلى اللحد.
علامة فارقة
ورأى الأديب علي أبو الريش أن تحدي القراءة العربي واحد من التحديات العديدة التي تبنتها الإمارات في المجالات والصعد كافة، مشيراً إلى أن «التحدي» يبشر بإيجاد علامة فارقة وتغيير فكرة أن الإنسان العربي لا يقرأ، وتقديم صورة مغايرة للشباب العرب غير تلك التي يتم الترويج لها، من أنه جيل غير جاد ويتبع التكنولوجيا ويضيع وقته في ما لا يفيد.
وتابع: «ما يدعونا إلى السعادة أننا نرى أن القراءة لم تعد أمراً هامشياً لدى الجيل الجديد، بل هي من أساساته، ويدخل في تحديات لأجلها ويتنافس بشكل شريف ومشرف للحصول على اللقب كلما قرأ أكثر، ونرى ذلك جلياً في كثرة عدد المشاركين عاماً بعد عام، وأيضاً عودة المشاركين السابقين الذين لم يحصلوا على اللقب لخوض غمار المسابقة مراراً وتكراراً في غاية واضحة ورائعة وهي الحصول على لقب بطل تحدي القراءة العربي».
وأضاف: «القراءة هي زادنا، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لا يطرح تحدياً أو مبادرة إلا وسموه يعي أهميتها على المستويين القريب والبعيد، ويرى أثرها في شباب اليوم والغد وكيف ستؤثر إيجاباً في مجتمعاتنا العربية وليس في الإمارات فقط».
