كشفت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي أمس، عن هويتها الجديدة ومسماها «دبي الإنسانية» خلال الاجتماع العالمي الذي عقد في فندق الميدان بدبي، في مناسبة تاريخية في مجال الجهود الإنسانية.
ويتزامن الكشف عن الهوية الجديدة للمدينة، مع مرور عقدين على مبادراتها الإنسانية المؤثرة من دبي، ومشاركة رؤيتها الجديدة للمستقبل، لتعزيز مكانتها كمركز إنساني رائد عالمياً في المساعي الإنسانية، ويعكس التزاماً متجدداً بخدمة الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة.
وتُعد دبي الإنسانية، المعروفة سابقاً بالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أكبر مركز إنساني في العالم، باعتبارها سلطة منطقة حرة إنسانية مستقلة والوحيدة غير الربحية في العالم. وتضمّ دبي الإنسانية مجتمعاً متنوعاً يتألف من حوالي 80 عضواً، ويشمل هذا المجتمع كيانات دولية مثل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الربحية والمنظمات غير الحكومية والشركات التجارية، التي تعمل بشكل مشترك وجماعي لتعزيز الجهود الإنسانية والتنموية في جميع أنحاء العالم.
انطلاقة مهمة
وقال معالي محمد إبراهيم الشيباني، رئيس مجلس إدارة دبي الإنسانية: «يمثل هذا اليوم انطلاقة مهمة في رحلتنا الإنسانية، ومع كشف الهوية الجديدة لدبي الإنسانية، فإننا نبدأ حقبة جديدة، ونمد أيدينا لتقديم المساعدات، عابرين الحدود العالمية لصالح الجميع».
وأضاف: «التزامنا يتجاوز مجرد المساعدات، فهو يتعلق بإقامة الشراكات، والاستفادة من الابتكار وتعزيز الأثر. ومع تزايد عدد الأزمات في العالم والعمليات الإنسانية المستمرة في الوقت ذاته، وتعزيزاً لرغبتنا وتفانينا في تحقيق الاستدامة، فإننا نقف على أهبة الاستعداد لخدمة البشرية بكفاءة وفعالية أكبر، دعونا نكتب معاً فصلاً جديداً من الأمل والصمود بينما تقود دبي الإنسانية الطريق نحو المساعدة في تحقيق مستقبل أفضل يحتاج إليه عالمنا».
250 ضيفاً
حضر هذا الحدث أكثر من 250 ضيفاً بارزاً، يمثلون الشركاء والمعنيين، من بينهم ممثلون من مختلف الدول، بما في ذلك ممثلون عن المراكز الإنسانية الشريكة الأخرى مثل بنما وإيطاليا وإسبانيا والأردن وكينيا، فضلاً عن وكالات حكومية ولاعبين رئيسيين في قطاع العمل الإنساني، بالإضافة إلى ذلك، أسهم الشركاء من القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية في تنوع الحضور، حيث التقوا جميعاً ليعكسوا روح التعاون التي تجسدها دبي الإنسانية.
تأثير متميز
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث عبدالله الشيباني، عضو مجلس إدارة دبي الإنسانية، عن رحلة وإنجازات العقدين الماضيين، مؤكداً الرؤية والقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتأثير المتميز لمبادرات دبي الإنسانية على الصعيد العالمي.
وقال الشيباني: نحتفل اليوم بعقدين من التفاني الثابت في العمل الإنساني، في ظل التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث لم تسهم هذه الرؤية في دفع دبي إلى الساحة العالمية فحسب، بل عززت أيضاً خدمة أكبر مركز إنساني في العالم، والذي تمت تسميته الآن «دبي الإنسانية».
وأضاف: «لقد شهدت دبي الإنسانية، باعتبارها أكبر مركز إنساني في العالم وأكبر مجتمع إنساني في منطقة الخليج، وصول جهودنا إلى أماكن بعيدة، من جزر المحيط الهادئ إلى جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي، لتقديم المساعدة للسكان المتضرر ين من الكوارث الطبيعية وحالت الطوارئ والأزمات المعقدة».
وتابع عضو مجلس إدارة دبي الإنسانية: «سيمتد دعمنا للمنظمات الإنسانية إلى ما هو أبعد من عمليات الإغاثة، ليشمل بناء القدرات والابتكار والاستدامة والتواصل الدولي. وسنواصل التأكيد على العمل الإنساني المستدام، والاستفادة من التكنولوجيا، وتحديد ودعم المواهب الجديدة في المجال الإنساني. ونحن ملتزمون بتبني حلول طويلة المدى تعزز المرونة وتخلق بيئة مواتية للتنمية المستدامة، وسنعطي الأولوية للابتكار وبناء القدرات مع دعم الحفاظ على البيئة».
حلقة نقاشية
وتضمن الحدث حلقة نقاشية ضمت شخصيات بارزة في المجال الإنساني، منهم أليكس ماريانيلي مدير مركز دعم سلسلة التوريد العالمي في برنامج الأغذية العالمي، وريك برينان مدير الطوارئ الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتور إنريكي شتايجر عضو مجلس إدارة دبي الإنسانية ومؤسس ورئيس شركة سويس كروس، والدكتور غوستافو أنطونيو مونتيرو أستاذ جامعي ومدير سابق في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وجوسيبي سابا المدير التنفيذي لدبي الإنسانية، فيما أدارت المناقشة كارولين فرج نائبة الرئيس للخدمات العربية في شبكة سي إن إن.
واستعرضت الجلسة الحوارية مبادرات دبي الإنسانية الاستراتيجية، بما في ذلك شبكة الأمان العالمية، ومركز المعرفة والتطوير، ومبادرات توسيع الشراكات الرئيسية.
وتسهم شبكة الأمان العالمية في تعزيز التعاون بين الدول المستضيفة للمراكز الإنسانية من خلال ربطها في بنك البيانات اللوجستية الإنسانية، والذي يهدف إلى تتبع وإدارة وتدفق المواد الإغاثية بشكل أكثر فعالية وكفاءة، بما يرسخ نهجاً أكثر استدامة للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
وحول «مركز المعرفة والتطوير»، فإن إنشاء مرفق جديد داخل مجمع مستودعات دبي الإنسانية يمثل التزاماً بتبادل المعرفة وبناء القدرات المتجددة في قطاع العمل الإنساني بمختلف المجالات، حيث سيكون هذا المكان مركزاً لأنشطة وبرامج متنوعة تهدف إلى تعزيز مهارات وخبرات العاملين في المجال الإنساني، ما يحسن في نهاية المطاف من فعاليتهم وكفاءتهم في تقديم المساعدات.
وضمن مبادرات توسيع الشراكات الرئيسية، فان برنامج الأغذية العالمي سيوسع نطاق برنامجه العالمي وعمليات سلسلة التوريد، بدعم مباشر من حكومة دبي من خلال شراكته مع دبي الإنسانية.
وأكد المتحدثون في الجلسة أن الاحتياجات الإنسانية تعاظمت كثيراً خلال السنوات الأربع الماضية نتيجة الأزمات الصحية والصراعات وزيادة الكوارث الطبيعية، هو ما يستدعي توسيع رقعة جهود شركاء العمل الإنساني وتعزيز نهج العمل الاستباقي، في وقت أكدوا فيه أن دبي الإنسانية أعادت منذ تأسيسها قبل عقدين تعريف مفهوم ومضمون العمل الإنساني بموجب ما تتمتع به من ثقة وسمعة دوليتين، وبقدر ما توفره من دعم للمنظمات والمؤسسات العاملة في المجال الإغاثي.
