يعد مشروع مراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، أحد أهم المشاريع المستدامة التي تعكف هيئة البيئة في أبوظبي على دعم أركانها لتسهيل جمع البيانات العلمية ذات الصلة باستخدام أحدث التقنيات وذلك بهدف وضع السياسات للحفاظ على صحة التربة، وكانت الهيئة قد أعلنت عن انتهاء المرحلة التجريبية للمشروع والانتقال لمرحلة التطبيق بالكامل بحلول نهاية 2023، ويقتصر تطبيق المنهجية الجديدة على مراقبة صحة وجودة التربة في إمارة أبوظبي في الوقت الراهن، ولكن بمجرد إثبات كفاءتها، يمكن استخدامها في مراقبة الأصول الأخرى مثل البيئة البحرية وجودة المياه والهواء.

أولويات

ويتماشى المشروع مع الأولويات الاستراتيجية لهيئة البيئة في أبوظبي والتي تسعى لضمان اتباع نهج مستدام ومتكامل لحماية الأراضي والتربة، وتقييم تأثير الأنشطة البشرية، وتوفير الأساس لخطط الإدارة المستقبلية، وسياسات الحماية، واللوائح المتعلقة بالتربة، ويهدف رسم خرائط تلوث التربة في إمارة أبوظبي إلى تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج إلى معالجة أو تعافٍ أو حماية للوصول إلى بيئة مستدامة.

منهجية

وأكدت الهيئة أنه من خلال منهجية قائمة على الاستشعار عن بعد، يساهم التصوير بواسطة الأقمار الصناعية برصد مساحات كبيرة، وتقوم أجهزة الاستشعار الفضائية في الأقمار الصناعية بالتقاط بيانات تتعلق بسلامة التربة، مما يسهل تحديد المناطق التي سيتم استهدافها بواسطة الطائرات بدون طيار، ومن خلال البيانات الميدانية تسجل البيانات الطيفية باستخدام مطياف محمول باليد، دون أي تدمير للتربة الأرضية، وتؤخذ بغرض معايرة بيانات الاستشعار عن بعد مع عينات التربة.

تقنيات

وأشارت الهيئة في سياق متصل، إلى أن الطائرات من دون طيار تطير فوق مناطق محددة عدة مرات وعلى ارتفاعات مختلفة، وتستخدم تقنية التصوير الطيفي الفائقة لجمع البيانات، علماً أن هذه «الدرونز» صممت خصيصاً لهذا المشروع في الدولة وتتميز بقدرتها على حمل معدات يصل وزنها إلى 20 كيلوغراماً، وأوضحت الهيئة أنه يتم جمع عينات التربة في نقاط استراتيجية تتوافق مع بيانات الاستشعار عن بعد للتحقق من البيانات.

رصد

ويساهم الاستشعار عن بعد في تمكين هيئة البيئة في أبوظبي من اكتشاف ورصد الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمنطقة ما من مسافة بعيدة، كما يسهل استخدام الاستشعار عن بعد معالجة البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويساهم في اكتساب فهم أفضل لصحة التربة، وتقدم صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة من الفضاء أدلة تتسم بالموضوعية والشفافية والقابلية للتكرار الأمر الذي سيعزز من جهود الهيئة لحماية البيئة ومراقبتها بشكل أكثر كفاءة.

تطوير

وأوضحت الهيئة أن من أهم الثمار التي تجنيها إمارة أبوظبي من هذه التقنيات إنشاء برنامج لمراقبة رصد التغير في جودة التربة في أبوظبي وكشفه باستمرار، كما تستهدف مرحلة التشغيل تعزيز الدراية والمعرفة في مجال سلامة التربة، ولا سيما في المنظومات البيئية الهشة، هذا بالإضافة إلى تطوير أطر ومنهجيات تمكن الحكومات المستقبلية من إدارة الأصول بالاعتماد على معلومات عن التغيير من خلال الأقمار الصناعية.