أكدت جمعية دار البر سعيها الدائم لتعزيز وتوسيع منظومة مشاريعها الوقفية الخيرية في الدولة، وزيادة أعدادها وتطويرها سنوياً، بغية توفير مصادر دخل ثابتة لها، وصولاً إلى تنمية مواردها، ودعم القطاع الخيري والإنساني وترسيخ استدامته لتصب تلك الموارد في خدمة الفئات المستحقة للمساعدة من المحتاجين والفقراء وأصحاب الدخل المحدود. وشدد محمد سهيل المهيري المدير التنفيذي للجمعية في حديثه لـ«البيان»، على أهمية هذه المشاريع باعتبارها دعامة وركيزة أساسية لاستمرار تقديد الدعم للفئات المحتاجة في المجتمع، مشيراً إلى ملكية الجمعية لـ 20 وقفاً خيرياً مؤجراً في دبي وعجمان ورأس الخيمة تتنوع بين الفلل والمباني السكنية والمخازن، بإيرادات بلغت حصيلتها في 5 سنوات نحو 15 مليون درهم.
ونوه المهيري بضرورة نشر وتعزيز الثقافة الوقفية بين الجمهور وأفراد المجتمع ومؤسساته نظراً لما لها من أهمية بالغة في الحفاظ على ديمومة واستمرارية العطاء في عمليات تمويل المشاريع الخيرية من خلال إيجاد مصدر دخل ثابت لها، مؤكداً أن جمعية دار البر تحرص على إطلاق المبادرات والمشاريع الإنسانية والوقفية المتنوعة، واستثمار ريعها لخدمة مشاريعها المحلية، وتحقيق اكتفاء ذاتي منها لمشاريع أخرى، ودعم الشرائح المجتمعية المحتاجة وتوفير متطلباتها الضرورية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاستدامة في الدولة.
مشاريع مستدامة
وأكد المدير التنفيذي سعي الجمعية الدائم لتقديم المشاريع التنموية المستدامة، وقال: إن ما يميز العمل الخيري والإنساني في الدولة أنه ذات أُطر مؤسسية فعالة، فالجمعيات الخيرية شريك أساسي يقوم بدور محوري وحيوي في دعم الأهداف الإنمائية والإنسانية المستدامة التي تسعى الدولة إلى تحقيقها، سواء من خلال ما تقدمه من تبرعات سخية، أو من خلال استجابتها السريعة للمبادرات الخيرية الإغاثية التي تطلقها الدولة للتعامل مع الأزمات والتحديات الإنسانية والأعمال باحترافية عالية.
وتابع: تجذُّر ثقافة العطاء وحب الخير بين أفراد المجتمع، وتنامي المسؤولية المجتمعية، من العوامل التي تعزز استدامة العمل الخيري في دولتنا الحبيبة، ولعل هذا ما يتضح بجلاء في كل مرة تطلق فيها الحكومة حملة لجمع التبرعات لمصلحة المتضررين من الكوارث الطبيعية أو الحروب أو غيرها، وترك بصمتها المتأصل بها أفضل الممارسات العالمية الإغاثية، حيث يكون التجاوب مع هذه الحملات كبيراً ومعبراً عن رصيد حب الخير المتعمق في تراث الآباء والأجداد في المجتمع الإماراتي المتماسك.
وقال: من هنا أتت استراتيجية جمعية دار البر وانبثقت رؤيتها في الاستدامة في العمل الخيري والإنساني والثقافي لبناء مجتمعات تسودها السماحة والسعادة ومن خلال رسالتها في دورٍ تكاملي مع أهل العطاء في تقديم جميع الخدمات للمساهمة وغرس روح التسامح بينهم والعمل على تحقيق تنمية مجتمعية مستدامة إسعاداً للمجتمعات.
استدامة مجتمعية
وشدد على أن أهداف الجمعية الاستراتيجية اشتملت على مشاريع خيرية ووقفية تحقق الاستدامة المجتمعية وبالتالي فالعمل الخيري المستدام أصبح صفة تلازم العمل الخيري في الدولة وأيضاً أصبح منهجاً جوهرياً في صُلب عمليات الخدمات التي تقدمها الجمعية.
عطاء
نجحت جمعية دار البر، خلال الأيام الـ 10 الأولى من شهر رمضان، في تقديم 15 ألف وجبة إفطار للصائمين، من المحتاجين وذوي الدخل المحدود وشريحة العمال، داخل الدولة يومياً، بحصيلة إجمالية بلغت 150 ألف وجبة في الثلث الأول من الشهر المبارك، في إطار مشروعها الرمضاني الخيري السنوي «إفطار الصائم»، بميزانية قدرت هذا العام بـ 3 ملايين درهم.
