تعمل بلدية دبي على خفض الانبعاثات الكربونية بالتعاون مع الجهات المعنية بما يعزز قطاع جودة الهواء، وحققت دبي نتائج جيدة في مجال تحسن جودة الهواء بسبب التزام القطاعات المعنية بتنفيذ مبادرات خفض الانبعاثات ضمن استراتيجية جودة الهواء لإمارة دبي 2017-2021.
وتعمل بلدية دبي بشكل مستمر على رصد بيئة الهواء وتوسعة برنامج الرصد البيئي نوعياً من خلال دعمها بمجسات رصد لمختلف العناصر والمركبات الملوثة لبيئة الهواء، وعددياً من خلال التوسع بعدد محطات الرصد بما يتناسب مع النمو المتسارع للمشاريع التطويرية والساحلية ومشاريع البنية التحتية التي تشهدها الإمارة.
وقالت المهندسة علياء الهرمودي مدير إدارة البيئة في بلدية دبي لـ «البيان»: أظهرت نتائج بيانات تحسن جودة الهواء في إمارة دبي خلال الربع الأول من العام الجاري، تحسناً في جودة الهواء لبعض العناصر الملوثة.
حيث شهدت تحسناً في جودة الهواء من خلال انخفاض بمتوسط تراكيز غاز ثاني أكسيد النيتروجين «NO2» بنسبة 9%، وانخفاض بمتوسط تراكيز الجسيمات العالقة بحجم 10 ميكرونات بنسبة 16% والجسيمات العالقة بحجم 2.5 ميكرون بنسبة 5%، وانخفاض بمتوسط تراكيز ملوث الأوزون بنسبة 8%، نظراً إلى التزام القطاعات المعنية بتنفيذ مبادرات خفض الانبعاثات ضمن استراتيجية جودة الهواء 2017-2021.
محطات رصد
وأوضحت الهرمودي أنه يتم رصد جودة الهواء في إمارة دبي من خلال شبكة محطات موزعة في مواقع استراتيجية بالإمارة وتضم 72 محطة ثابتة لرصد بيئة الهواء منها 41 محطة تابعة لبلدية دبي و31 أخرى تابعة للقطاع الخاص مربوطة إلكترونياً مع قاعدة بيانات الدائرة، تتضمن مجسات وتقنيات لرصد طيف واسع من ملوثات الهواء التي تتولد عن مختلف العمليات التصنيعية والتشغيلية بالإمارة وتتنوع ما بين: أكاسيد النيتروجين والكبريت، الأوزون الأرضي والجسيمات العالقة، أول أكسيد الكربون، الغازات المسببة للروائح كالمركبات العضوية المتطايرة والأمونيا وغيرها.
جهود
وتابعت: ضمن جهود بلدية دبي في خفض الانبعاثات الكربونية وبما يعزز قطاع جودة الهواء، أطلقت بلدية دبي في العام 2019 استراتيجية التكيف مع التغير المناخي، التي تهدف إلى وضع خطة استباقية طويلة المدى لضمان جاهزية القطاعات ذات الصلة وتكيفها مع التغيرات المناخية المستقبلية.
حيث تضمنت الاستراتيجية المذكورة تحليل وتقييم فني للوضع الحالي والمستقبلي للتغيرات المناخية على عدة قطاعات مثل: قطاع الطاقة والمياه، البنية التحتية، الغذاء، التنوع البيولوجي والإيكولوجي، المنطقة الساحلية، جودة الهواء، الصحة العامة، الغذاء، وقطاع تطوير الأعمال والسياحة، وغيرها من القطاعات الأخرى ذات العلاقة، وأثمر عنها حزمة من المبادرات الاستراتيجية والخطط المستقبلية من قبل كافة القطاعات بما يعزز من كفاءة عملياتهم التشغيلية ويدعم تحقيق أهداف استراتيجية التكيف مع التغير المناخي بإمارة دبي.
قمر اصطناعي
وأطلقت بلدية دبي القمر الاصطناعي النانومتري «دي ام سات 1» المخصص لأغراض الرصد البيئي بالوطن العربي، حيث سيسهم القمر الاصطناعي في بناء قاعدة بيانات فضائية لبيانات ملوثات الهواء مثل الجسيمات العالقة «PM10, PM2.5» والغازات الدفيئة التي تتسبب في التغيرات المناخية مثل انبعاثات CH4, H2O, CO2.
كما سيسهم المشروع بشكل فعّال في تعزيز الدور الريادي للإمارة والدولة في تنفيذ بنود اتفاقية باريس للمناخ والتي تنص على توفير معلومات وبيانات رصد انبعاثات الغازات الدفيئة، وتسخير التقنيات المتطورة ووضع آليات متقدمة في عمليات الرصد، وبناء القدرات الوطنية لدراسة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ودعم الدول النامية بتوفير البيانات والتقنيات اللازمة لتنفيذ أهداف الاتفاقية، وتعزيز دور إمارة دبي ومجالات التعاون المعرفي في تبادل البيانات البيئية من خلال توفير معلومات الرصد البيئي للمنظمات العالمية والدول الأخرى. بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات العالمية كمنظمة C40 المعنية بالتعاون والتنسيق بين مختلف مدن العالم حول قضايا تكيف المدن مع ظاهرة التغير المناخي.
