أكد أكاديميون أن التعليم الذكي هو بوابة العبور إلى المستقبل، وأنه يمتاز عن التقليدي كونه الخيار الأنسب والوسيلة المثلى لتطوير منظومة التعليم العالي ومواجهة تحديات العصر وتلبية متطلبات التنمية المستدامة.

وقال الدكتور منصور العور: إن مؤسسات التعليم العالي التقليدية تؤهل الخريجين لعالم منقرض أو في سبيله إلى الانقراض، وأضاف: «تخيل أن تدخل إلى مستشفى في شأن طبي أو صحي، وتجد المستشفى يقدم خدماته على النحو الذي كان سائداً قبل قرن أو يزيد، فلا وجود لأجهزة التشخيص الحديثة مثل أجهزة الأشعة والمناظير.

ولا أثر لوسائل العلاج الحديثة مثل تلك التي تقيس الضغط والنبض وما إلى ذلك، أو أن تدخل قاعة محاضرات في جامعة في القرن الحادي والعشرين، فترى الطلاب يجلسون في صفوف متوازية من المقاعد لا عمل لهم سوى الإصغاء للمحاضرة».

وتابع: «لسنا بحاجة لتخيل الصورة الثالثة لأنها ما زالت قائمة في أغلبية الجامعات ومؤسسات التعليم العالي على امتداد العالم، هذه الصورة الأخيرة ظلت كما كانت قبل قرن أو يزيد، كأنها عصية على رياح التغيير، وذلك على عكس الصورتين الأولى والثانية، ولو أمعنا النظر في أغلب الخدمات التي يحصل عليها الإنسان في العصر الحديث، لأيقنا أن التكنولوجيا أحدثت فيها جميعاً تغييرات لافتة، فما الذي يحول دون استفادة التعليم العالي من هذه التطورات».

وأكد الدكتور العور أن التعليم الذكي يمتاز عن سلفه التقليدي بكونه الخيار الأنسب والوسيلة المثلى لتطوير منظومة التعليم العالي ومواجهة تحديات العصر وتلبية متطلبات التنمية المستدامة.

مناهج

ويرى الأكاديمي الدكتور يوسف خلفان القصير أن قدم المناهج التعليمية وعدم مناسبتها للمتطلبات الراهنة، إلى جانب عوامل أخرى تتراوح بين نقص الكفاءات المؤهلة ومحدودية الاستثمار في التقنيات الحديثة، تعتبر أحد أبرز التحديات الأساسية التي تواجه تطوير التعليم بالإضافة إلى الحاجة لتوفير تعليم ذي جودة عالية بتكلفة أقل، وحل مشكلة النقص الشديد في المعلمين، ويمكن التعامل مع هذه التحديات من خلال اعتماد برامج تعليمية ذكية تقدم عبر الإنترنت.

وأكدت الدكتورة فاطمة الطاهر الأستاذ المشارك ومساعد العميد لشؤون البحوث في كلية الابتكار التقني بجامعة زايد، أن استخدام الإنترنت والتعليم الرقمي ليس كافياً وحده لتطوير العملية التعليمية، فمن الضروري تطوير بنى تحتية متينة، تدعمها خدمة الإنترنت، مع إتاحة الاتصال بالشبكة للطلاب في منازلهم لإكمال المنظومة، بالإضافة إلى أهمية خلق محفزات لتطوير التعليم، لافتة إلى أن الثورة الرقمية ستحل مشكلة نقص المعلومات.

ولفتت إلى أنه من حق الأجيال المقبلة العبور لآفاق أوسع للمستقبل وعلينا واجب تمكينهم من ذلك.

3 مهارات

وقال مجيد منيمنة، نائب الرئيس، القسم التجاري للتعليم العالي والشركات، لدى بيرسون الشرق الأوسط: منذ أن ضربت جائحة «كوفيد 19» العالم في أوائل عام 2020، أصبح التعلم عبر الإنترنت أو التعلم الافتراضي حجر الزاوية في التعليم الحديث، وعلى الرغم من أن العديد من المدارس أعلنت العودة إلى التعليم الحضوري العام المقبل بالتزامن مع حملة التطعيم العالمية.

إلا أننا يجب أن ندرك أن الحياة لن تعود كما كانت قبل ظهور الجائحة لاسيما فيما يتعلق بقطاع التعليم، حيث أظهر استطلاع «بيرسون العالمي للمتعلمين لعام 2021» الذي تم إجراؤه أخيراً، والذي يشمل عينة من ملايين المتعلمين في جميع أنحاء العالم، أن المهارات الثلاثة الأولى التي تحسنت أكثر لدى طلبة المدارس خلال فترة التعلم عن بعد كانت:

القدرة على التكيف، المهارات الرقمية، وتفهم أفضل لمعاناة الآخرين والاهتمام بهم، فيما أظهر الاستطلاع أن المهارات الثلاث الأولى التي تحسنت أكثر لدى طلاب الجامعات هي: التحفيز الذاتي، القدرة على التكيف، والمرونة النفسية والعاطفية.

وأشار إلى أنه بينما يستعد العالم في الاستعداد للتكيف مع الوجه الجديد للتعليم، يناشد المتعلمون المدارس والحكومات إلى معالجة عدم المساواة في تجربة التعلم، والتصدي لرغبتهم في تعلم المهارات الرقمية التي يرون أنهم بحاجة إليها للنجاح في الاقتصاد الجديد، فهم يدركون أن مستقبل العمل والتعلم أصبح مزيجاً ديناميكياً من الخبرات الشخصية عن بُعد.