تستعد شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، لإجراء تخفيضات كبيرة في ميزانية مشروعها الطموح «ميتافيرس»، في خطوة قد تشير إلى تراجع اهتمام مؤسسها مارك زوكربيرغ بالتكنولوجيا الافتراضية التي لم تحقق النجاح المتوقع.

وأفادت تقارير بأن زوكربيرغ يخطط لتقليص ميزانية قسم تطوير الواقع الافتراضي وألعاب الميتافيرس بنسبة تصل إلى 30%، وسط مخاوف من ارتفاع التكاليف واستمرار الخسائر.

 ويأتي هذا التحرك بعد اجتماع عقده زوكربيرغ مع كبار القادة التنفيذيين في مجمعه الخاص في هاواي لمناقشة استراتيجيات الإنفاق والقيود المالية على المشروع.

وانعكست هذه الأخبار إيجابياً على أسهم ميتا، حيث ارتفعت قيمتها السوقية بنحو 100 مليار دولار، أي ما يعادل 75 مليار جنيه إسترليني، وسط ترحيب المستثمرين بخطة السيطرة على التكاليف.

ويذكر أن جهود ميتا في تطوير الواقع الافتراضي تكبدت خسائر تقدر بأكثر من 70 مليار دولار منذ عام 2020، منها 4.4 مليارات دولار في الربع الأخير وحده، وفقا لصحيفة The Telegraph.

يُشار إلى أن مشروع «ميتافيرس» كان يهدف إلى تقديم تجربة إنترنت ثلاثية الأبعاد تتفاعل مع الواقع، عبر ألعاب مثل Horizon Worlds، حيث يمكن للمستخدمين التحرك كأفاتارات ثلاثية الأبعاد تحاكي حركاتهم وكلامهم، إضافة إلى خدمات تعليمية ومهنية تعتمد على الواقع الافتراضي.

ومع ذلك، لم تلقَ هذه المبادرات رواجاً واسعاً، إذ بقيت مبيعات نظارات الواقع الافتراضي محدودة، كما أن الاستخدام المكثف لهذه التكنولوجيا يسبب في بعض الحالات الشعور بالغثيان، مما حدّ من انتشارها بين الجمهور العام.

ومنذ فترة، بدأ زوكربيرغ يتراجع عن ذكر «ميتافيرس» في خطاباته وظهوره الإعلامي، مفضلاً التركيز على استراتيجيات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتشمل هذه الجهود إطلاق روبوتات دردشة وتطبيقات لتوليد الفيديو، فضلاً عن خطط لاستثمار 600 مليار دولار في مراكز البيانات بالولايات المتحدة بحلول عام 2028، في إطار سباق تكنولوجي عالمي للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي.

وتثير هذه التحركات مخاوف المستثمرين من فقاعة محتملة في أسهم الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل ضخ تريليونات الدولارات من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى في بنية تحتية مخصصة للذكاء الاصطناعي، ساعية إلى تحقيق الريادة في هذا المجال سريع النمو.