حذّرت شركة أمازون من تنامي ظاهرة تُذيب الحدود بين الهجمات الرقمية والعمليات العسكرية الواقعية، داعيةً إلى اعتماد تصنيف جديد في عالم التهديدات: «الاستهداف الحركي المُمكَّن سيبرانياً» (Cyber-Enabled Kinetic Targeting).

وقالت الشركة إن دولاً عديدة باتت تستخدم الاختراقات السيبرانية لدعم الاستهداف العسكري في الوقت الفعلي، عبر الوصول إلى بيانات حساسة أو اختراق كاميرات مراقبة مرتبطة بأهداف عسكرية، بحسب موقع "ساير سكوب".

وأوضح ستيف شميت، مدير الأمن في أمازون، أن الفصل التقليدي بين الأمن الرقمي والأمن المادي “لم يعد واقعياً ولا فعالاً”، نظراً إلى أن المهاجمين يستغلون أنظمة رقمية مرتبطة بعالم فعلي، وقد أصبحوا قادرين على توجيه الضربات العسكرية بدقة أثناء تحليق الصواريخ عبر بث مباشر من كاميرات مخترقة.

وقدمت أمازون مثالاً حديثاً على ذلك: مجموعة "مادي ووتر" المرتبطة بوزارة الاستخبارات الإيرانية، التي اخترقت في يونيو الماضي خوادم تحتوي على بث مباشر لكاميرات مراقبة في القدس. وبحسب السلطات الإسرائيلية، استخدمت إيران تلك الكاميرات لتعديل مسار الصواريخ خلال الهجوم.

وأكدت الشركة أن الهجمات الحديثة تتطلب مستوى متقدماً من التنسيق بين فرق الأمن السيبراني والجهات المشغلة للبنى التحتية، وأن مواجهة هذا النوع من التهديدات تحتاج إلى دمج الأمنين السيبراني والميداني ضمن منظومة واحدة.

ووصف خبراء أمازون الظاهرة بأنها تحوّل جذري في شكل الحروب الحديثة، إذ أصبح الاستطلاع السيبراني يحدد دقة الضربة العسكرية، فيما توقعت الشركة أن تتوسع هذه الظاهرة خلال السنوات المقبلة، خاصة من جانب دول تجمع بين قدرات إلكترونية متقدمة وقوة عسكرية كبيرة.