التقطت مركبة الفضاء مارس إكسبريس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية صورة فريدة من نوعها للكوكب الأحمر، تُظهر المريخ من زاوية "مقلوبة"، حيث وُضع القطب الشمالي في أسفل الإطار، بينما أصبح خط الاستواء في الأعلى.

هذه الصورة ، التي التقطت في 19 يونيو 2017 خلال ضبط كاميرا المركبة ، تمنح العلماء والمهتمين بعلم الفضاء منظورا جديدا وغير تقليدي للكوكب الأحمر؟

منذ إطلاقها عام 2003، تواصل مركبة مارس إكسبريس إرسال بيانات وصور قيّمة عن المريخ، رغم التحديات التي واجهت المهمة، بما في ذلك فشل مركبة الهبوط بيغل 2 في نشر ألواحها الشمسية.

وقد ساهمت هذه المهمة بشكل كبير في دراسة سطح المريخ، غلافه الجوي، واحتمالية وجود حياة عليه.

رؤية جديدة للقطب الشمالي الجليدي

تُظهر الصورة الملتقطة الغطاء القطبي الشمالي للمريخ في أسفل الإطار، مع تباين لافت بين الجليد اللامع والتضاريس المحيطة. كما تبرز الصورة بوضوح جبل ألبا مونس، أكبر بركان على المريخ، الذي يمتد على أكثر من 1000 كيلومتر، ويقع في الثلث العلوي من الصورة.

مباشرة فوقه، يظهر جبل أسكرايوس مونس كثاني أعلى بركان على الكوكب، مغطى بسحب كثيفة تعلو قمته التي يصل ارتفاعها إلى 15 كيلومترا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن رؤية عدة براكين أخرى مثل جبل أورانيوس، جبل سيراونيوس ثولوس، وجبل ثارسيس ثولوس، مما يضفي على الصورة بعدا جغرافيا وعلميا غنيا وفقا لموقع " dailygalaxy.".

تُظهر خرائط فايكينغ التابعة لوكالة ناسا المنطقة المركزية للصورة، وتوضح التضاريس والميزات الجغرافية التي تُبرز أهمية هذه اللقطات في فهم سطح المريخ.

مهمة رائدة مستمرة

تعد مركبة مارس إكسبريس من أبرز المهام الرائدة لوكالة الفضاء الأوروبية، فهي مزودة بكاميرا استريو عالية الدقة تعمل بتسع قنوات تصوير مختلفة، بما في ذلك قنوات ملونة وأخرى استريو، ما يتيح رسم خرائط دقيقة لسطح المريخ ودراسة جيولوجياه وغلافه الجوي. وقد شكلت هذه الصور جزءا من سلسلة ضبط مستمرة لأجهزة المركبة.

وكان الغطاء القطبي الشمالي أثناء التصوير مزيجا من جليد مائي وغبار، حيث تبخر جليد ثاني أكسيد الكربون الذي يغطي المنطقة في الشتاء وتحول من الحالة الصلبة إلى غازية مع حلول الربيع.

قوة الصور المقلوبة

رغم أن الفضاء لا يمتلك اتجاها محددا لأعلى أو أسفل، إلا أن الصور عادةً ما تُعرض بحيث يكون القطب الشمالي في الأعلى. لكن زاوية التصوير الجديدة التي قدمتها وكالة الفضاء الأوروبية تمنح العلماء منظورا مختلفا للمريخ، يتيح ملاحظة تفاصيل ربما كانت ستغيب عن الأنظار في الصور التقليدية. ومن خلال استمرار استكشاف المريخ بهذه الطريقة، يمكن للعلماء بناء صورة أشمل عن تاريخ الكوكب وتضاريسه المعقدة.