تدرس وكالة ناسا إمكانية تدمير الكويكب 2024 YR4 قبل أن يقترب من القمر في عام 2032، في خطوة تهدف إلى تفادي كارثة فضائية محتملة، الكويكب، الذي يبلغ قطره نحو 60 متراً، قد يؤدي إلى تساقط حطام فضائي هائل يهدد الأقمار الصناعية، ومحطة الفضاء الدولية، ويعطل أنظمة الاتصالات والملاحة حول العالم، ما يجعل الاستعداد المبكر أمراً ضرورياً للغاية.

ولفهم أبعاد هذا التهديد، قاد برنت باربي من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا فريقًا لتحليل السيناريوهات المحتملة. وأوضح الفريق أن تدمير الكويكب قد يكون أكثر فعالية من محاولة دفعه بعيدًا أو تغيير مساره، خصوصًا مع ضيق الوقت قبل اقترابه من القمر.

ويعتبر هذا النهج غير تقليدي مقارنة بتجربة ناسا السابقة "DART"، التي نجحت في تغيير مسار كويكب "ديمورفوس" عبر الاصطدام المباشر، إلا أن حجم 2024 YR4 ووقت الاستجابة المحدود يجعلان من الخيار التقليدي أقل جدوى.

ويؤكد العلماء أن هذا الخطر، رغم احتمالية وقوعه المنخفضة، يستحق اهتمامًا جادًا، لأن أي اصطدام بالكويكب قد يؤدي إلى انفجار الحطام على سطح القمر، ينتج عنه آلاف الشظايا الصغيرة التي قد تبقى عالقة في مدار القمر والأرض لسنوات، مضاعفة المخاطر على الأقمار الصناعية ومعدات الفضاء. وتشير النماذج العلمية إلى أن تفجير الكويكب يحول هذا التهديد إلى شظايا أصغر يمكن مراقبتها والتحكم بها بشكل أفضل من مجرد محاولة دفعه بعيداً، وفقا لـ "livescience ".

تتعدد التحديات التقنية المرتبطة بهذه العملية، بما في ذلك اختيار طريقة التفجير المثلى وتقدير كمية الطاقة اللازمة لضمان تفتيت الكويكب دون أن يتحول إلى تهديد أكبر. كما يشدد الباحثون على أهمية التوقيت الدقيق للعملية، لأن أي تأخير قد يجعل الكويكب يتجاوز نقطة السلامة قبل تنفيذ الخطة، مما يصعب السيطرة على النتائج.

وفي الوقت نفسه، يوفر هذا المشروع فرصة كبيرة لفهم الكويكبات الصغيرة في النظام الشمسي ودراسة تأثيرها على القمر والأرض. ويمكن أن تساعد هذه التجربة في تحسين خطط الدفاع الكوكبي وتطوير استراتيجيات أكثر أمانًا لمواجهة أي تهديدات مستقبلية مماثلة.

وعلى الرغم من كل هذه التحليلات، يظل العلماء حذرين، مؤكدين أن احتمالية الاصطدام بالقمر منخفضة، لكنها تكفي لجعل الاستعداد المبكر أمرًا ضروريًا.

ويأمل الباحثون أن تقدم هذه الدراسات فهمًا أعمق لكيفية التعامل مع الكويكبات القريبة من الأرض والقمر، وتوفير حلول علمية دقيقة تضمن حماية البشرية وأصولها الفضائية في المستقبل.