بعد أكثر من 50 عاماً على أول هبوط بشري على القمر، تعود نظريات المؤامرة لتسيطر على النقاش مجدداً مع اقتراب إطلاق مهمة أرتميس 2، وعلى الرغم من أن الرحلة لن تهبط على سطح القمر، إلا أن كشف وكالة ناسا عن تفاصيل المهمة أثار موجة من الشكوك والسخرية على الإنترنت، حيث يرى بعض المتابعين أن كل ما حدث في 1969 كان مجرد تمثيلية، وأن الفضاء نفسه قد يكون "مزيفا".
وعادت نظريات المؤامرة بشأن هبوط الإنسان على سطح القمر إلى التداول عبر الإنترنت بعد كشف وكالة ناسا عن تفاصيل مهمة أرتميس 2، حيث علّق أحد المشككين ساخراً: "آمل أن تكون صورهم أوضح هذه المرة".
ففي فبراير 2026، تخطط ناسا لإطلاق مهمة أرتميس 2، وإرسال أربعة رواد فضاء في أول رحلة مأهولة إلى القمر منذ أكثر من نصف قرن. لكن رغم الزخم العلمي، لم يقتنع كثيرون من منظري المؤامرة بالسرد الرسمي، ما أعاد إشعال الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.
ويرى المشككون أن مرور أكثر من 50 عاماً دون تكرار هبوط بشري على القمر يثير الريبة، خصوصاً أن أرتميس 2 لن تهبط فعلياً على السطح، بل ستقتصر على التحليق حوله واختبار أنظمة ستُستخدم لاحقاً في مهمة أرتميس 3 المقررة في 2027. هذا الأمر اعتبره البعض "دليلًا" على أن هبوط 1969 كان ملفقاً.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تجاوزت بعض التعليقات حدود الشكوك التقليدية، لتذهب إلى الادعاء بأن البشر لم يغادروا الأرض قط، وأن الفضاء نفسه مجرد "وهم مُصطنع". حتى أن بعض المعلقين سخروا قائلين: "مشاهدة هذه الإطلاقات أشبه بمصارعة محترفة في الفضاء.. الجميع يعرف أنها مزيفة لكن العرض مستمر".
وخلال المهمة المرتقبة، سيقوم الطاقم بالتحليق مسافة 9200 كيلومتر خلف القمر على مدى عشرة أيام، ليصلوا إلى أبعد نقطة بلغها الإنسان عن الأرض في التاريخ، قبل العودة إلى الكوكب. غير أن ذلك لم يكن كافيًا لإقناع المشككين، الذين استشهدوا بنظرية "الأرض المسطحة" وغيرها من الفرضيات الجامحة.
ويزعم البعض أن ناسا تنفق "60 مليون دولار يوميًا لإنتاج مقاطع مزيفة عن رواد فضاء يطفون في انعدام الجاذبية"، بينما ذهب آخرون إلى القول إن "رواد الفضاء الأوائل لم يكونوا سوى غواصين يمثلون دورهم في استوديو بمدينة هيوستن".
ورغم أن هذه الادعاءات دُحضت مراراً على مدار العقود الماضية، إلا أن مهمة أرتميس 2 أظهرت أن نظريات المؤامرة لا تزال تجد طريقها سريعًا إلى الواجهة مع كل إعلان فضائي جديد.
