أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، الأربعاء، عن اكتشاف قد يغير مفهومنا عن الكوكب الأحمر، إذ كشفت المركبة بيرسيفيرانس عن ما تصفه الوكالة بأنه "أوضح علامة على الحياة" الميكروبية القديمة على سطح المريخ.
وقال المدير الجديد لناسا، شون دافي، خلال مؤتمر صحفي: "هذا الاكتشاف هو ثمرة 30 عاماً من البحث المتواصل"، مضيفاً أن النتائج خضعت لمراجعة دقيقة من قبل نظراء العلماء، وأظهرت أن العينات قد يكون لها أصل بيولوجي.
وتركز الاكتشاف على صخور وادي نيريتفا ضمن فوهة جيزيرو، حيث وجدت المركبة ما أطلق عليه العلماء أسماء وصفية مثل "بذور الخشخاش" و"بقع النمر"، وهي هياكل صغيرة تشبه البذور في الصخور الطينية القديمة، قد تكون ناتجة عن نشاط ميكروبي قديم.
وأوضح نيكي فوكس، المدير المساعد لناسا، أن هذه العلامات الكيميائية والفيزيائية – مثل وجود الحديد والفوسفور والهيماتيت – تشبه تلك التي تنتجها الميكروبات على الأرض، ما يعزز احتمال أن تكون حياة قديمة.
وأشارت المركبة إلى مواد صلبة بلورية وأشرطة حمراء من الهيماتيت بين الأوردة البيضاء من كبريتات الكالسيوم، وهي رواسب مياه جوفية قديمة كانت تتدفق عبر المناظر الطبيعية قبل نحو 3.7 مليارات سنة، ما يوفر أدلة إضافية على وجود بيئة مناسبة للحياة، وفقا لـ "ديلي ميل".
وأكد جويل هورويتز، أحد الباحثين، على أهمية جمع المزيد من البيانات والتأكد من النتائج مع باحثين آخرين قبل الجزم بوجود حياة ميكروبية على المريخ، لكنه وصف النتائج بأنها مثيرة للغاية.
وعن إمكانية إعادة العينات إلى الأرض، قال دافي إن ناسا تبحث في طرق أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة لاستعادة الصخور، مشيرًا إلى أن التمويل والموارد متاحة إذا لزم الأمر لتأكيد النتائج.
كما كشف دافي عن خطط ناسا لمهام فضائية مأهولة، مشيرا إلى أن أربعة رواد فضاء سيدورون حول القمر "أوائل العام المقبل" ضمن مهمة أرتميس 2، وأن مهمة أرتميس 3 ستؤسس لوجود طويل الأمد على القمر، بما سيساعد في تمهيد الطريق لاحقًا لاستكشاف المريخ.
وقال دافي بحماس: "ما نتعلمه على القمر سيشكل قاعدة قوية لوضع الأحذية الأمريكية على المريخ".
