عثر علماء من جامعة «مانشستر» البريطانية على مئات التكوينات الرملية الغامضة تحت بحر الشمال، مصيرها أن تقلب المفاهيم الأساسية عن تركيب القشرة الأرضية.

وهذه التكوينات، المسمّاة «التكوينات الغائرة» (Sinkites)، هي تلال رملية عملاقة بعرض عدة كيلومترات، لم تترسب فوق الصخور القديمة كما يحدث عادة، بل غاصت إلى الأسفل مزاحمة المواد الأكثر ليونة ومسامية تحتها.

ونُشرت النتائج في مجلة «كومنيوكيشن إيرث آن إنفايرومينت». ويتحدى هذا الاكتشاف مبدأ أساسياً في علم الجيولوجيا، يفيد بأن الطبقات الأحدث تتشكل فوق الطبقات الأقدم. وتُعرف هذه الظاهرة الجديدة باسم «الانقلاب الطبقي»، حيث ينقلب الترتيب المعتاد للطبقات الصخرية.

ولم تُرصد هذه الظاهرة سابقاً إلا على نطاق ضيق. وقال المؤلف الرئيسي للبحث، البروفيسور مادس هيوز: «رصدنا هياكل غاص فيها الرمل الكثيف داخل رواسب أخف وزناً، بينما طفت تلك الرواسب إلى الأعلى، الأمر الذي يقلب تماماً المفاهيم السائدة عن طبقات القشرة الأرضية، ويشكل تلالاً هائلة تحت قاع البحر».

ويُعتقد أن هذه التكوينات قد تشكلت قبل ملايين السنين خلال العصر الميوسيني المتأخر، نتيجة زلازل أو تغيرات مفاجئة في الضغط الجوفي.