فجأة، ودون سابق إنذار أو تحديث رسمي، بدأ مستخدمو ساعات «سامسونغ غالاكسي ووتش» حول العالم يلاحظون سلوكاً غريباً ومحيراً بظهور نقاط و«علامات» غامضة على شاشة الساعة الرئيسية (Watch Face)، تختفي وتظهر بشكل عشوائي، متحدية أي تفسير تقني منطقي.
ظاهرة محيرة
هذه الظاهرة، التي انتشرت بسرعة عبر منتديات Reddit ومنصات التواصل الاجتماعي، تحولت إلى لغز تقني يثير قلق المستخدمين ويدفع الخبراء إلى البحث عن مصدر هذا الخلل غير المسبوق. هل هو مجرد خطأ برمجي عابر، أم إشارة إلى مشكلة أعمق في عتاد الساعات الذكية؟
بدأت القصة بسلسلة من المنشورات المصورة التي تظهر نقاطاً ضوئية صغيرة، غالباً ما تكون باللون الأزرق أو الأبيض، تومض وتظهر في مناطق عشوائية على واجهات الساعة الرئيسية. وصف المستخدمون هذه النقاط بأنها: «متفرقة وعابرة تظهر للحظات ثم تختفي، ولا تتبع نمطاً معيناً. وعشوائية تظهر على طرازات مختلفة من الساعات (Galaxy Watch 4, 5, و 6) ولا ترتبط بتطبيق محدد أو واجهة ساعة معينة. ولا يمكن إزالتها عبر إعادة التشغيل، أو مسح ذاكرة التخزين المؤقت، أو حتى إعادة ضبط إعدادات المصنع في بعض الحالات».
سامسونغ في موقف حرج
الغريب أن هذه الظاهرة لم تظهر بشكل متزامن مع أي تحديث برمجي رئيسي، ما يصعب ربطها بخطأ كلاسيكي في نظام التشغيل Wear OS. في غياب تفسير رسمي واضح من سامسونغ حتى الآن، تضاربت التفسيرات داخل المجتمع التقني، ويميل معظم الخبراء إلى الاعتقاد بأن المشكلة تكمن في طريقة معالجة الرسوميات (Rendering) للواجهات الرقمية، خصوصاً تلك التي تستخدم وضع العرض الدائم (Always-On Display - AOD). قد يكون خلل حديث في أحد التطبيقات المشتركة أو حزمة برمجية صغيرة تسبب في تداخل رسومي، ما أدى إلى ظهور تلك البكسلات غير
المرغوب فيها.
أما التفسير الأكثر قلقاً هو أن هذه النقاط قد تكون مؤشراً مبكراً لـ «احتراق البكسلات» أو تلف دائم في شاشة AMOLED. على الرغم من أن هذا العيب نادر الحدوث في الساعات الحديثة، فإن ظهور النقاط على أجيال متعددة من الساعات يثير المخاوف حول جودة العتاد أو تعرض البكسلات لإجهاد غير مبرر.
ثقة المستخدم
يعتقد بعض المستخدمين أن المشكلة قد تكون مرتبطة بواجهات ساعة غير رسمية (Third-Party Watch Faces) تم تثبيتها من متجر Google Play، على الرغم من أن العديد من المتضررين أكدوا ظهور النقاط حتى على واجهات الساعة الافتراضية لسامسونغ.
تعتبر سلسلة «غالاكسي ووتش» عنصراً حاسماً في نظام سامسونغ البيئي التكنولوجي. هذه الظاهرة الغامضة تمثل تحدياً رئيسياً لأن الخلل الذي لا يمكن تفسيره يقوض الثقة في جودة وموثوقية المنتج، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بعيوب بصرية لا تختفي بالإجراءات التقليدية.
