رغم أن عام 2020 لم يكن هيناً على القطاع الثقافي والإبداعي حول العالم، إلا أن المشهد المحلي بدا مختلفاً، فقد تجلى فيه الإبداع، مستفيداً من حالة العزلة التي دخل فيها العالم لوهلة من الزمن، عبر تنظيم ورش عمل افتراضية، وإطلاق مشاريع إبداعية مستوحاة من العزلة، في حين شهدت الإمارات توثيق بعض الأحداث البارزة التي شهدتها الدولة، بطرق إبداعية ومبتكرة، أسهمت في تقديم رؤية مختلفة للمشهد الإبداعي المحلي، كما ساهمت في تكريس دبي متحفاً فنياً مفتوحاً أمام العالم.
وعلى الرغم من الأجواء التي فرضتها جائحة «كوفيد 19» على العالم، إلا أن دبي نجحت في استضافة الدورة الخامسة من مهرجان دبي كانفس، الذي تنظمه سنوياً «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، حيث حملت هذه الدورة التي أقيمت في سيتي ووك، شعار «السفر عبر الزمن»، وشهدت مشاركة محلية بارزة من 3 فنانين إماراتيين، هم: الفنان سقاف الهاشمي، والفنانة مهرة الفلاحي، والفنان أحمد المهري، كما شارك في إبداع لوحات المهرجان أيضاً، الفنان الإسباني خواندريس فيرا، الذي يعد من أبرز رواد فن الرسم ثلاثي الأبعاد في العالم، فيما قدم الفنان العالمي ميلان كاتانيك خلال مشاركته، إبداعات متميزة، مستخدماً تقنية «الرسم بالبندول»، كما نجحت أيضاً في استضافة الدورة السادسة من معرض فنون العالم في دبي، التي قدمت أكثر من 2000 عمل فني لنحو 120 من الفنانين المستقلين، والمعارض الفنية من 20 دولة.
مشاريع فنية
مشاريع فنية وإبداعية أخرى أطلقتها «براند دبي» خلال 2020، من بينها مشروع «خلك في البيت»، الذي قدمته «براند دبي»، بالتعاون مع الفنانة الإماراتية ميثاء دميثان، في إطار حملة توعوية حول أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والبقاء في البيت، تجنباً للإصابة بفيروس «كورونا»، حيث شهد المشروع تقديم ثلاث لوحات فنية «بورتريه»، تصور ثلاثة أشخاص يضعون أقنعة طبية، وهي تعبر عن الفئات الأكثر عرضة للتأثر بفيروس «كورونا».
وكسراً لحدة العزلة، التي عاشها سكان دبي والإمارات لوهلة من الزمن، بسبب فيروس «كورونا»، أطلق «براند دبي»، عبر منصته على «إنستغرام»، بالتعاون مع ثلة من المبدعين الإماراتيين، مجموعة ورش عمل «افتراضية»، لكل واحدة منها نكهتها وخطوطها الخاصة وتوجهاتها.
وفي إطار السعي لتحويل دبي إلى متحف فني مفتوح، أطلقت «براند دبي»، بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي، مبادرة جديدة في إطار مبادرة (#دبي_تتحدث_إليك)، تضمنت تحويل 100 من أجهزة مواقف السيارات في مناطق متفرقة، إلى أعمال فنية تعكس القيم التي اتسمت بها دبي قديماً، وتميزها حديثاً.
ومكنت العزلة، الفنان البريطاني ساشا جفري، من إنجاز أكبر لوحة قماشية في العالم، احتضنتها دبي، وتحديداً في منتجع أتلانتس النخلة، وتدور اللوحة حول «العزلة والاتصال»، وحملت عنوان «إنسانية ملهمة»، وبلغ حجمها 1980 متراً مربعاً، وهو ما يقرب من حجم ملعبَي كرة قدم مجتمَعين، حيث تم تقطيع اللوحة إلى قطع صغيرة، وبيعها في مزاد علني، دعماً للأطفال والأعمال الخيرية حول العالم.
فنون رقمية
وخلال 2020، شهدت دبي تدشين مسرح «ثياتر أوف ديجيتال آرت - تودا»، في سوق مدينة جميراً، حيث يمثل المسرح أضخم فضاءٍ للفنون الرقميّة بدبي، وهو يقدم عروضاً لأعمال 9 فنانين من أبرز عمالقة الفن التشكيلي في القرن الـ 19، ليعكس بذلك الثورة التي شهدها قطاع الفن التشكيلي في تلك الفترة.
كما شهدت دبي تدشين جدارية «مسبار الأمل» في حي الفهيدي التاريخي، والتي أشرفت عليها هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، وجاءت هذه الجدارية احتفاءً بالمشروع، ومن إنتاج فنانين مبدعين محليين، من بينهم ريم المزروعي وآمنة بشير وسوبيت بي.بي. وسام صليبا وأرميا إسكندر.
ولم يقتصر توثيق مشروع «مسبار الأمل» على هذه الجدارية، وإنما امتد أيضاً ليشمل الطوابع البريدية، وفي هذا الإطار، احتفى بريد الإمارات، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء، بالمشروع، عبر إصدار طوابع تذكارية بأربعة تصاميم مختلفة، تصميمان منها يحملان صورتين لتصميم المسبار، بينما يخلد التصميمان الآخران اللحظة التاريخية لإطلاقه في الفضاء، وفي هذه المناسبة، أصدر بريد الإمارات 100 ألف طابع، و1000 مغلف.
طوابع تذكارية
واحتفالاً بتتويج دبي عاصمة للإعلام العربي لعام 2020، أصدر بريد الإمارات، مجموعة من الطوابع التذكارية، تقديراً للمكانة المتميزة التي حققتها دبي في مجال الإعلام، بفضل توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتتحول إلى أحد أهم مراكزه على المستويين الإقليمي والعالمي، وصممت الطوابع التذكارية بأسلوب إبداعي، يبرز ملامح إمارة دبي، ويعكس الرؤى والطموحات التي انتهجتها على مدار العشرين عاماً الماضية.
وفي هذا السياق، احتفلت مدينة دبي للإعلام، بمرور 20 عاماً على تأسيسها، فبعد أن كانت حلماً في فترة التسعينيات، باتت المدينة اليوم تضم 3000 مؤسسة إعلامية، و34 ألف إعلامي، وتبث منها 122 قناة تلفزيونية وإذاعية، وتصدر منها 163 مطبوعة ومنصة.
مجمع أعمال
واحتفلت مدينة دبي للاستوديوهات، بالذكرى الـ 15 على تأسيسها ونموها خلال تلك السنين، لتتحول إلى مجمع أعمال متكامل، يحتضن قطاع الأفلام والتلفزيون وصناعة المحتوى، وجزءاً هاماً من المنظومة الإعلامية المتنوعة، التي تتميز بها إمارة دبي، وقد شهدت المدينة إنتاج أكثر من 4000 عمل سينمائي وتلفزيوني، تم تصويرها في المجمع بين عامي 2017 و2020، بميزانية إجمالية تجاوزت 400 مليون درهم.
وبنحو 25 ألف طابع تذكاري، وألف مغلف، وألف بطاقة بريدية «بوست كارد»، احتفى بريد الإمارات، بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ببدء تشغيل أولى محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة، والتي تعد الأولى في العالم العربي، خلال 2020، حققت الإمارات إنجازاً بدخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية، عبر كتابة أكبر كلمة (Tolerance) «تسامح»، بألوان العلم الإماراتي، وبحروف تحمل بصمات يد ذات مقاس حقيقي، وشارك فيها أكثر من 1290 طفلاً أمريكياً، وهي من تنفيذ مبتعثي القيادة العامة لشرطة أبوظبي في أمريكا.
