فكرت كثيراً حتى أعياني التفكير.. فكيف يمكنني أن أكتب، وماذا يمكن أن أكتب عن أبينا زايد.. الرجل الذي تضيق المجلدات على حمل جميله، فكيف في مساحتي المحددة الكلمات.
ماذا يمكن أن يُكتب عن رجل تحلى بكل تلك الصفات المعجزة؟ هل أذكر إنسانيته، أم قيادته، أو سياسته وحنكته، أم حكمته.. أم أسطر حجم محبة الناس له؟
خطر لي أن أعدد المرات التي استُحضِر فيها كمثل عند الإشارة إلى وصف القائد الحق، أو أن أذكر عدد المرات التي سمعت فيها جملة تقال أو قرأت مفادها (نحسدكم على الشيخ زايد) كذلك سعيت إلى أن أحصي الأماكن والمواقع المسماة باسمه خارج الإمارات، أو أن أجد مؤشراً إلى عدد المواليد الذين حملوا اسمه.
وراق لي أن أذكر صفات الفخر عند أهل الإمارات المرتبطة باسمه مثل (دار زايد) و(عيال زايد) وأن أفخر بأن كلمة (بابا) تسبق أسماء الحكام اعتادها الآخرون بعدد صغارنا الذين أطلقوا مسمى (بابا زايد).
ولكني رأيت أن أشير إلى ذلك المشهد المسجل له، وهو يسجد على التراب بعد أن يساويه بيده الخيّرة الكريمة الحانية، فكم يحرك ذلك المشهد عندي مشاعر الحب لذلك الراحل العظيم، مهما تكرر بثه.
ألم يكن هو زايد الذي بلمح البصر يمكن أن تفرش له الأرض ليس بالسجاد فقط؟ ولكني على يقين أن من معه سيخلعون (بشوتهم) من فورهم ليخطو عليها، ولكنه وجه جبهته إلى التراب واضعاً رأسه بين يدي الله طاعة لربه وإيقاناً بأن العظمة لله وحده، وليعطي درساً أن الخضوع لله هو قمة القوة ومنتهى الرفعة.
