هي داؤنا نحن البشر، والمظهر هو أساس حكمنا على الناس، وغالبا ما تكون نتيجة الحكم ظالمة.إن النفوس صناديق مغلقة وما يعلم ما بها إلا الله، فلنتقِ الله في ما تظنه أنفسنا «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم».

وحتى لا نصدر أحكاماً خاطئة على البشر يجب أن نتعرف على دوافعهم وقد تكون هذه المعرفة طريقاً إلى توطيد العلاقة بهذا الشخص، لأن خلف المظهر المثير لفضولنا، كان هناك ما سرنا معرفته عنه.

تصنيف البشر اعتماداً على مظهرهم قمة الغفلة، والتعامل معهم بناء عليه إهانة لنعمة التمييز، فرب مظهر بسيط يحمل عالماً من المعرفة، ورب مظهر مبهرج يكون خاوياً من كل معنى.

واحكامنا المسبقة على الناس هي وجهة نظرنا نحن ووصف لمشاعرنا وليس لما عليه الآخر، وكذلك توقعنا في براثن الحسد والغيرة، فنظن أن من يملك أكثر هو الأسعد بما لديه من أسباب الرفاهية فنتمنى الحصول على ما يملك، متجاهلين ما قد يكون لديه من اسباب المعاناة. يقول تعالى: «ولا تقف ما ليس لك به علم».

إن التعامل مع الناس بريبة وشك، يفقد الإنسان كثيراً من الراحة النفسية ويجعله وحيدا متوجسا، خائفا، وفاقدا لمتعة الصداقة.

والاسلام يدعونا إلى افتراض حسن النية، وليس العكس. وعن الامام علي رضي الله عنه: (من لم يحسن ظنه استوحش من كل أحد).