يتشبه الأبناء بآبائهم صغاراً وإذا كبروا صارت طباع وآراء الآباء منتقدة لديهم، لكونها قديمة وغير صالحة لزمنهم، وتبدأ الفجوة تكبر بينهم وتتحول إلى ما يشبه العداء.

اسألك أيها الشباب المتنور الواعي.. لماذا لا تكسر حاجز الصد بينك وبين والدك، وتدخله في عالمك بمنحه قليلا من وقتك لتعرّفه على ما فاته؟ لقد علمك كثيرا بدءا بالمشي إلى مقدرتك على محاجته! إن معارفك مهما تنوعت وزادت واختلفت فإنها ليست علم ذرة ليصعب استيعابها، إنها مجرد ممارسات تعلمتها بحكم مجاراتك للجديد.

هل تعتقد أنك امتلكت جميع المعارف التكنولوجية بمجرد معرفتك أو حتى إلمامك ببعض الخطوات؟! لتتهكم على كل قديم، حتى صار نوع جهاز الهاتف الذي يستعمله والدك رمزا للتأخر المعرفي، واتخذّته مادة للتندر، متناسيا أن جهازك الحديث حصلت عليه بمال والدك.

وأكبر جدلية بين جيل الآباء والأبناء هي كيفية التعامل مع (ويب) الأجهزة الحديثة وتبعاتها من مواقع تواصل. وإذا رأيت ما يفخر به جيل الشباب في هذا المجال لن تجد سوى مجادلات تافهة وسطحية، وجلها تداول النكات السمجة، ولا انجاز لهم سوى بعض الكلمات المحرّفة ويعتبرونها مضحكة! وهي كلمات هجينة يحمّلونها معاني تصعب عليهم صياغتها لغويا بشكل سليم، وإذا أرادوا جعل مشاركاتهم جادة نقلوا ما كتبه (الكبار) من تجارب وخبرات في الحياة وشؤونها.

عندما يتقدم الإنسان في السن فمن الطبيعي أن يضعف أداؤه البدني، ولكن لا يضعف عقله، بل إن الذهن يصبح أكثر قدرة ومرونة، مما يجعله يتجاوز عن الكثير من الهفوات التي يرتكبها الأبناء.