كثير من البيوت القريبة من المساجد اعتادت أن ترسل الطعام إلى الخيام المنصوبة قرب تلك المساجد، حيث يجتمع فيها كثير من الناس لتناول الفطور، وهذا شيء يستحق التقدير والأجر من عند الله.

ولكن أود أن أهمس إليك أختي، لكونك تبذلين أقصى جهدك في ملء الصحون وتجميلها وتنويعها لإرسالها إلى خيمة المسجد.

فهل تعرفين أن إرسال ولدك أحيانا لتناول الفطور مع الناس سيكون له وقع أفضل على نفوسهم، وستكسبين أجر إدخال السرور إلى قلوب هؤلاء خاصة أن منهم (غرباء)، وجعل ابنك يتعلم المشاركة وفن التعامل.

شعورك بأن أولادك لا يتحملون التعب فتتركينهم نياماً، بينما انت تدورين كالنحلة وتصبين غضبك على الخدم بسبب الإجهاد وهذا شعور خاطئ، فواجبك.. تعلميهم المشاركة، ومساعدتك بالذهاب إلى السوق، أو رعاية اخوانهم الأصغر سناً، خصوصاً أن رمضان هذا العام في موسم صيف واجازات، وقد يتحجج الأولاد بوجود السائق لأداء بعض الأعمال، هنا يجب أن تكوني حازمة في إيضاح فكرة.. أن السائق أيضا هو إنسان يشعر بالتعب، خصوصا إذا كان صائماً.

كذلك عوديهم على النوم باكراً بدلاً من السهر أمام التلفاز، لأن كل ما يعرض ليلاً يُعاد في النهار التالي، واجبريهم على الاستيقاظ لتناول السحور، حتى ولو كان لشرب الماء فقط.

لا تجعلي يومك يتمحور حول المطبخ وإعداد الطعام، لأن لنفسك عليك حق الراحة والعبادة، لأنك لن تسعديهم وانت غاضبة مجهدة، ولن تؤدي عباداتك وأنت مشوشة الأفكار.

ونصيحه أخيرة دعيهم يرددون معك الدعاء إذا كانوا أطفالاً، واجعلي أسرتك تتناول الفطور بعيداً عن مؤثرات برامج التلفزيون، حتى لا يصابوا بالتلبك المعوي والتخمة التي تجلب النعاس والرغبة في الانبطاح وتأخير الصلاة.