ظاهرة راقية وحضارية تُشاهد بكثرة في شوارع الإمارات، وهي وضع أغلب الشركات ملاحظة مكتوبة على سياراتها تقول بما معناه (إذا كان سائق هذه المركبة يقود بتهور اتصل على هذا الرقم) ويكون الرقم مدونا على الجزء الخلفي من السيارة.

يعني لا تتصل بالشرطة! طبعا لا داعي لإزعاج السلطات اذا لم يقع حادث، ولكن درجة الاستفزاز العالية بسبب قيادة أحد أولئك (المهرة) قد تدفع أحدنا إلى الاتصال بهذا الرقم خصوصا، اذا كانت الحافلة بحجم الجبل وسائقها عنده شعور بأنه راكب فراري في حلبة فورمولا.

غالبا ما يستعيذ أحدنا بالله من الشيطان عن فعل الاتصال بالرقم الشهير، خصوصا أن الله يستر غالبا فلا يقع حادث، وأيضا مراعاة أن لا يقع هذا السائق المتهور تحت طائلة العقاب المتوقع، بأن يكون العقاب خصماً مادياً من راتبه، نظرا لتعاطفنا مع الطبقات العاملة باعتبار تدني رواتبها.

لكن في إحدى المرات، وقد كانت الغلطة كارثية وكادت أن تؤدي بالفعل إلى تصادم ثلاث سيارات كنت أقود إحداها، فقررت غير آسفة الاتصال بذلك الرقم المدون بوضوح على تلك الشاحنة المتهورة، وكانت المفاجأة أن رد علي كائن لا يفقه كلمة مما أقول، وبدا جليا أنه لا يعلم أن هذا الرقم وضع لتلقي الشكاوى، وبعد محاولات فاشلة طبعا، لشرح وإيصال شكواي قررت أن انتبه للطريق، وبأن أنسى هذه الخزعبلات عن نظام العقاب والثواب، والتزم بأن الشكوى لغير الله مذلة في موضوع ردع السائقين المتهورين.