لم يكن الطريق إلى كأس العالم مقتصراً على الكبار فقط، ففي النسخة الموسعة لمونديال 2026، خرجت حكايات المنتخبات الصغيرة من الزوايا البعيدة للعالم، وتقدمت إلى الواجهة، لتكتب قصصاً عن دول قاومت الفقر وقلة الإمكانات والمسافات الطويلة، قبل أن تقف اليوم على أعتاب أكبر بطولة في تاريخ اللعبة.
كوراساو، الرأس الأخضر، أوزبكستان، وهايتي.. منتخبات حملت صوت المهمشين في وجه القوى التقليدية، وقدمت روايات أقرب إلى السينما، مؤكدة أن كرة القدم لا تزال اللعبة التي تنصف من يمتلك الروح والشغف.
الرأس الأخضر
على أطراف المحيط الأطلسي، حيث يعيش أقل من 600 ألف نسمة، وقف «أرخبيل» الرأس الأخضر بين كبار العالم، رغم غياب دوري قوي أو بنية تحتية متقدمة.
وأسقطت كاب فيردي، بقيادة المدرب بوبيستا، الكاميرون، في واحدة من أبرز مفاجآت التصفيات (1/0)، ثم أنهت مشوارها بفوز عريض على إسواتيني (3/0)، معلنة تأهلاً تاريخياً، جعلها من بين أصغر الدول التي تصل للمونديال، من حيث المساحة وعدد السكان.
كوراساو
في قلب الكاريبي، حيث تتقدم البيسبول لعبة كرة القدم، ظهرت كوراساو لتخطف الأضواء.. دولة لم تعرف الاحتراف قبل عام 2011، لكنها قررت أن تحلم، وتأهلت كأصغر دولة من حيث عدد السكان بين المنتخبات المشاركة في مونديال 2026.
أوزبكستان
سبع محاولات انتهت بخيبة أمل.. وفي الثامنة، تغير كل شيء، تعادل ثمين أمام الإمارات، وثلاثية في شباك قطر، فجرت الأفراح في شوارع طشقند، واحتفل الرئيس شوكت ميرضيائيف بنفسه بالتأهل، وأهدى اللاعبين سيارات كهربائية، في لحظة عكست حجم الإنجاز، بعدما نجح المنتخب للمرة الأولى في تاريخه في الوصول إلى كأس العالم.
هايتي
في بلدٍ يعيش اضطرابات أمنية منذ عام 2021، وتقام مبارياته الرسمية خارج أرضه، بدا حلم التأهل للمونديال بعيداً، وبالرغم من ذلك، واصلت هايتي طريقها، ولعبت مبارياتها في ملاعب بديلة، قبل أن تحسم بطاقتها التاريخية.
وفي ليلة التأهل، تجمّع اللاعبون حول هاتف يتابعون نتيجة مواجهة أخرى تحدد مصيرهم، وحين ظهرت النتيجة، ابتسمت هايتي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، محتفلة بإنجاز تاريخي غير مسبوق.
