كشف نظام تصفيات الملحق العالمي الذي أقره الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عن عدالة حقيقية وحرص واضح على مبدأ تكافؤ الفرص، في وقت أبرز فيه التباين الكبير بين ما فعله «الكاف» من تنظيم منصف، وبين ما ارتكبه الاتحاد الآسيوي من أخطاء جوهرية أخلت بعدالة المنافسة في ملحق القارة وأكدت انحيازه الواضح.
في أفريقيا قرر الاتحاد القاري أن تقام التصفيات الفاصلة المؤهلة إلى الملحق العالمي بمشاركة 4 منتخبات هي الجابون، الكاميرون، نيجيريا، والكونغو الديمقراطية، بحيث يتأهل منتخب واحد فقط إلى نهائي الملحق العالمي، وتقام المباريات في أرض محايدة بالمغرب يوم 13 نوفمبر المقبل، حيث تلتقي الكاميرون مع الكونغو الديمقراطية، ونيجيريا مع الجابون في نصف النهائي، على أن يلتقي الفائزان في النهائي يوم 16 نوفمبر، والفائز يحصد بطاقة التأهل إلى الملحق العالمي.
وأبرز ما يميز النظام الأفريقي هو تحقيق العدالة الكاملة في الجدول والتوقيت والفرص، بإقامة المباريات في أرض محايدة، كما تم توزيع المقاعد الجماهيرية بنسبة 50% لكل منتخب، مع إقامة المباريات في مواعيد متزامنة ومن دون منح أي طرف ميزة إضافية في الراحة أو الدعم الجماهيري، ما يعزز مبدأ المساواة ويضمن منافسة شريفة.
وعلى النقيض جاءت تصفيات الاتحاد الآسيوي لتثير الجدل بسبب غياب العدالة في التنظيم، حيث لم يراعِ الملعب المحايد في الملحق القاري، وترتب على ذلك انتفاء العدالة بين المنافسين، كالذي جرى لجمهور منتخب الإمارات عندما خصص له نسبة 8% فقط من المقاعد الجماهيرية، في المواجهة الحاسمة لتحديد المتأهل للمونديال، إضافة إلى الفارق الكبير في فترات الراحة، حيث نال صاحب الأرض 6 أيام بين مباراتيه مقابل 3 أيام فقط للمنتخبين الإماراتي والعماني.
وفي الوقت الذي أثبت فيه الاتحاد الأفريقي عدالته وإنصافه من خلال برمجته المنضبطة وقراراته المتوازنة، فإن ما حدث في الملحق الآسيوي كشف غياب معايير التوازن التي تعد أساساً لشرف المنافسة، وأكد أن الفساد وانعدام العدالة يتحكمان في بعض أروقة الاتحاد الآسيوي.
