احتفالية يوم التتويج تليق بقيمة ومكانة الحدث

واصل سباق القفال للسفن الشراعية المحلية 60 قدماً، والذي أقيم في نسخته 34 أول من أمس، تميزه وتحقيق المزيد من النجاحات ليعزز مكانته ضمن أبرز الفعاليات الرياضية التراثية التي تربط الماضي بالحاضر وتحيي تقاليد الأجداد.

وكانت النسخة الرابعة والثلاثين من السباق الذي ينظمه نادي دبي الدولي للرياضات البحرية قد أقيمت أول من أمس، وامتدت من جزيرة صير بونعير وحتى شواطئ دبي؛ حيث فاز بالمركز الأول المحمل الشراعي «زلزال 25» لمالكه الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وبقيادة النوخذة مروان عبدالله المرزوقي.

وشارك في السباق 118 محملاً، أبحرت لمسافة تزيد على 50 ميلاً بحرياً، مروراً بجزيرة القمر ووصولاً إلى خط النهاية في شواطئ أم سقيم قبالة فندق برج العرب.

وبفوز «زلزال 25»، بلقب النسخة الرابعة والثلاثين نجح النوخذة مروان عبدالله المرزوقي في إضافة اللقب الرابع إلى رصيده في تاريخ السباق، بعد تتويجه أعوام 2010 و2016 و2018، ويرفع بذلك عدد ألقاب عيال عبدالله المرزوقي، الذين أكدوا سيطرتهم على السباقات البحرية التراثية وفي مقدمتها القفال، إلى 8 ألقاب بالتمام والكمال، وهو رقم قياسي يحمل اسم عائلة واحدة.

ويعد مروان الأكثر تتويجاً بين عيال المرزوقي بواقع 4 ألقاب، مقابل لقبين لأخيه علي عبدالله المرزوقي، الذي عانق اللقب الكبير في نسختي 2021 و 2023 على متن السفينة «نمران»، كما حصد الأخ الثالث حسن عبدالله المرزوقي نوخذة السفينة «حشيم 199» اللقب في نسختي 2022 و 2024.

سر التميز

وكشف مروان أن سر التميز في سباق القفال وغيره من سباقات السفن الشراعية الأخرى يكمن في الارتباط الوثيق لعائلته بالبحر، وأن والده عبدالله المرزوقي هو من غرس فيه حب البحر وشجعهم على المشاركة في السباقات، وكان يمدهم بخبرته الواسعة في المجال، مشيراً إلى أنه المعلم لهم جميعاً، وقال: «تعلمت وأخوتي حب البحر من والدي منذ نعومة أظافرنا، ونشأنا على حبه وتربطنا علاقة وثيقة به، ووالدي ورث هذا الحب بدوره من الأجداد، البحر يعني لنا الكثير في حياتنا وهو مصدر الخير والرزق الوفير».

وأكد مروان المرزوقي أن عامل الخبرة مهم جداً في السباقات البحرية وأنه اكتسبها من التجارب السابقة، وكذلك من تجارب والده الذي يواصل دعمه وتشجيعاته لهم حتى الآن، موضحاً أن خبرة والده في البحر وفي كيفية التعامل مع المواقف الصعبة وسرعة الرياح وفي اختيار المسار الأفضل تعتبر كنزاً لا يقدر بثمن.

وصرح بطل النسخة 34 من سباق القفال، أنه من محبي كرة القدم التي مارسها في سنوات الطفولة، قبل أن يغير مساره نحو الرياضات البحرية وتحديداً سباقات السفن الشراعية، وذلك بتشجيع من والده، وهو ممتن له لما يقدمه له ولإخوته من نصائح وتوجيهات قادتهم للـتألق والتميز في هذا النوع من السباقات.

وحرص مروان المرزوقي على إهداء فوزه بلقب النسخة الـ34 من سباق القفال إلى الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، موضحاً أن نجاحات الرياضات البحرية التراثية وإعادة البريق لها بفضل الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات الذي يجسد اهتمامها بدعم الفعاليات المجتمعية والرياضات التراثية، سواء البحرية أو غيرها.

وأثنى قائد «زلزال 25»على احترافية اللجنة المنظمة لسباق القفال منذ انطلاق مراحل التسجيل، مروراً بالترتيبات اللوجستية في جزيرة صير بونعير، وصولاً إلى يوم التتويج الذي جاء في احتفالية تليق بقيمة ومكانة هذا الحدث التاريخي.