ودع منتخبنا الأولمبي لكرة القدم رسمياً سباق المنافسة على التأهل للدور الثاني لمنافسات المجموعة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، لكنه ترك انطباعا جيدا لدى الجميع عن كرة الإمارات التي ظهرت لأول مرة في تاريخها بالحدث العالمي الكبير، وذلك بعد أن أدى بشكل مشرف في مباراته الثانية أمام منتخب بريطانيا، مساء أمس الأول باستاد ويمبلي، التي كان خلالها ندا للفريق العريق على أرضه وبين جماهيره الكبيرة المتحمسة.

ويمكن القول إن هناك بعض التفاصيل البسيطة هي التي فصلت بين إمكانية تحقيق مفاجأة كبرى وخطف الفوز أو تحقيق التعادل مع أصحاب الأرض وبين الخسارة والخروج المبكر، وذلك بعد أن لعب منتخبنا مباراة جيدة من حيث الالتزام الخططي وطريقة مواجهة الفريق المنافس وعدم اليأس بعد تقدم المنتخب البريطاني بهدف مبكر عند الدقيقة 16، حيث نجح في إدراك التعادل عند الدقيقة 60، وخلال هذه الفترة بين الهدفين كان لاعبو منتخبنا ندا قويا للفريق البريطاني.

وبسبب نقص خبرة بعض اللاعبين ووجود حالة من الإجهاد الواضح لدى البعض بسبب عدم التعود على خوض مباراة قوية كل 3 أيام وأيضا بسبب أخطاء "ساذجة" تحولت النتيجة من 1/1 إلى 1/3 في 3 دقائق فقط بين 73 و76، وهو ما يؤكد حالة عدم التركيز التي ظهرت خلال بعض أوقات المباراة ونجح لاعبو منتخب بريطانيا في استغلالها، حيث يمكن القول إن منتخبنا هزم نفسه بيده من خلال الأخطاء التي أهدت الفوز لأصحاب الأرض.

تنظيم دفاعي

لعب المنتخب الأولمبي من بداية المباراة بطريقة دفاعية منظمة، وكان مهدي علي مدرب منتخبنا حريصا على احترام المنافس بدرجة كبيرة، وهو ما تسبب في صعوبة مهمة الفريق البريطاني في ظل نجاح لاعبينا في تضييق المساحات وتغيير طريقة اللعب حسب مجريات الأمور بين 4-4-2 و 4-3-2-1 أو اللجوء إلى طريقة 5-4-1 في بعض الأوقات لمواجهة سيطرة المنافس على الكرة ورغبته في تهديد مرمى علي خصيف بشكل مستمر.

وكان راشد عيسى لاعب منتخبنا هو "كلمة السر" في الأداء الجيد لمنتخبنا، وكان الورقة التي نجح مهدي علي في استخدامها بعد أن كانت كل الأعين تراقب إسماعيل مطر وعمر عبد الرحمن، وهو ما منح اللاعب حرية كبيرة في التحرك الهجومي واللعب خلف مطر وأحمد خليل في اليمين واليسار والعمق، ليتمكن راشد عيسى من إحراز هدف رائع عادل به النتيجة بعد هدف راين جيجز، خاصة أن منتخبنا ظل على حالة الثبات الانفعالي بعد تقدم المنتخب البريطاني، ولم يتهور أو يندفع إلى الهجوم.

النزعة الهجومية

وفي الشوط الثاني زادت النزعة الهجومية للاعبي منتخبنا من خلال تقدم راشد عيسى وحصوله على واجبات هجومية صريحة، ثم مشاركة سعد سرور بدلا من عبد العزيز هيكل، وخلال هذه الفترة ومنذ الدقيقة 50 كان منتخبنا هو الأفضل، وانطلق أحمد خليل كثيرا بشكل مميز ونجح بتحركاته في فتح ثغرة في دفاع بريطانيا نجح من خلالها راشد عيسى في المرور والاختراق والتسجيل بشكل رائع، وهو ما أعاد الروح للاعبي منتخبنا بعد إدراك التعادل، لكنه في الوقت نفسه استفز لاعبي بريطانيا، الذين شعروا بالحرج الشديد في ظل تفوق "الأبيض" خلال هذا التوقيت.

 

دور القائد

 

في هذه المرحلة من المباراة كان بالإمكان خطف الفوز بقليل من التركيز، حيث ضاعت كل الفرص من أحمد خليل وراشد عيسى وإسماعيل مطر تباعا، ويبدو أن اهداف المنافس لا تأتي إلا بعد خروج مطر من الملعب وافتقاد الفريق للقائد، رغم أنه بالفعل كان قد وصل إلى مرحلة من الإجهاد لا يستطيع معها استكمال اللقاء، لكن ما حدث أمام أوروجواي تكرر أمام بريطانيا بعد خروج إسماعيل مطر ومشاركة أحمد علي بدلا منه في الدقيقة 71 جاء هدفا بريطانيا في الدقيقتين 73 و76.