مازال تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي لكرة القدم ومستشاروه الذين لا حصر لهم ، يتجادلون سويا حول المهاجم الذي يجب أن يلعب به الفريق في مباراته المهمة أمام كرواتيا اليوم، دي نتالي (الملقب بتوتو) أم بالوتيللي - ضمن المجموعة الثالثة ببطولة الأمم الأوروبية "يورو .2012".
ويسعى كل من المنتخبين الإيطالي والكرواتي إلى الاستفادة من الدفعة المعنوية التي نالها في بداية مسيرته بالبطولة بحثا عن النقاط الثلاث في مباراة الفريقين، والتي تشهد مواجهة مثيرة بين الهجوم الكرواتي الخطير والدفاع الإيطالي الصلب.
ويلتقي الفريقان اليوم بمدينة بوزنان البولندية في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية.
ويعتلي المنتخب الكرواتي صدارة المجموعة بعد الفوز الكبير 3/1 على نظيره الأيرلندي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة يوم الأحد الماضي.
ويحتاج الفريق إلى فوز واحد من مباراتيه الباقيتين أمام إيطاليا وإسبانيا يوم الاثنين المقبل ليضمن تأهله إلى دور الثمانية في البطولة بغض النظر عن باقي النتائج في هذه البطولة.
ويحلم المنتخب الكرواتي بحسم بطاقة تأهله غدا قبل خوض المواجهة الأكثر صعوبة أمام الماتادور الاسباني حامل اللقب وبطل العالم.
حيرة برانديللي
ويواجه برانديللي أكبر مشاكله في خط هجوم إيطاليا، حيث سيكون عليه أن يختار بين الاعتماد على خبرة المخضرم أنطونيو دي ناتالي أو الموهبة التي لا يمكن توقع عواقبها لليافع ماريو بالوتيللي.
فقد ظهر دي ناتالي /34 عاما/ مهاجم نادي أودينيزي الإيطالي بمستوى رائع خلال مباراة اسبانيا وتقدم لبلاده في تلك المباراة بعد دقائق قليلة من مشاركته بها كبديل لبالوتيللي الذي كان أضاع فرصة كبيرة للتسجيل قبل خروجه من الملعب مباشرة. بينما كان بالوتيللي مهاجم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي ، والذي سيكمل 22 عاما في 12 أغسطس المقبل ، أقل اللاعبين إقناعا في تشكيل إيطاليا يوم الأحد الماضي أمام بطلة أوروبا والعالم، مما جعل برانديللي في حيرة من أمره الآن بشأن استبعاد اللاعب من تشكيله الأساسي أو منحه فرصة ثانية.
إن السن ليست الاختلاف الوحيد بين اللاعبين. فأحدهما لاعب غير منضبط طوله
189 سنتيمترا، نجم أسمر البشرة تعلو رأسه الأصلع قمة صغيرة من الشعر الأشقر. أما الآخر فهو لاعب منضبط شاحب اللون وشعره شديد التصفيف ويقل في طوله عن اللاعب الآخر بنحو 20 سنتيمترا.
وقال برانديللي: "ما أريده من بالوتيللي هو أن يكون شديد البساطة في مواقف اللعب .. دون أن يسعى لتغيير المباراة في كل مرة يتسلم فيها الكرة. فبدلاً من ذلك عليه أن يساعد الفريق ، عن طريق الضغط والانطلاق إلى الأمام".
ميزات توتو
وفي الوقت الذي يوجد فيه أكثر من جانب يمكن أن يطور "بالو" نفسه فيه ، فلا يوجد أي أخطاء أو عيوب في أداء "توتو" (الاختصار المعروف لاسم أنطونيو دي ناتالي في مدينة نابولي).
وقدم برانديللي تفسيرا منطقيا لعدم استعانته بدي ناتالي على الإطلاق طوال مشوار إيطاليا في التصفيات المؤهلة ليورو 2012 رغم تسجيله 29 هدفا و28 هدفا و23 هدفا على الترتيب في المواسم الثلاثة الأخيرة بالدوري .
وقال برانديللي: "من السهل جدا أن تستعين به (دي ناتالي) في المباريات المهمة دون أن يكون خاض العديد من المباريات التجريبية .. فهو يلعب
دائما باتجاه دفاع الخصم، مع العلم بأن القليلين فقط من مهاجمي إيطاليا هم من يفعلون ذلك. أعتقد أنه أفضل مهاجم لدينا على الإطلاق".
أزمة كاسانو
وكان كاسانو لعب مباراة إيطاليا السابقة أمام إسبانيا ضمن التشكيل الأساسي للفريق إلى جانب بالوتيللي. وعندما سئل كاسانو لاحقاً عمن يفضل اللعب إلى جواره أجاب مستنكرا: "هل تعتقدون حقا أنني سأجيبكم عن هذا السؤال؟ المهم أنني ألعب".
ولكن احتمالات لعب كاسانو باتت أضعف بعدما أغضب اللاعب مدربه بخرقه اللوائح السلوكية بالفريق عندما استخدم لفظا مبتذلا في وصفه للمثليين.
. وبصرف النظر عن مسألة اختيار لاعبي الهجوم في تشكيل إيطاليا الأساسي، يستطيع برانديللي إجراء تغييرات أساسية أخرى في دفاع الفريق مع عودة أندريا بارتزالي من الإصابة.
ورغم أن نجم روما دانييلي دي روسي لم يخيب ظن مدربه عندما لعب في مركز قلب الدفاع أمام إسبانيا في مباراة الأحد، فإن ظهور اللاعب بمستوى رائع في تلك المباراة سيشجع برانديللي على الاستفادة منه بشكل أكبر بالاستعانة به في مركزه الأصلي بخط الوسط.
4 مدافعين وربما يفكر برانديللي حينها في اللعب بأربعة مدافعين، حيث يمكنه أن يدفع بفيديريكو بالتزاريتي مع إرجاع كريستيان ماجيو إلى الخلف. فيما يمكن أن يحل أنطونيو نوتشيرينو محل تياجو موتا في خط الوسط.
