ربما لا تعني نتيجة المباراة الأولى في البطولات الكبرى شيئا للعديد من المنتخبات ، ولكن الفوز على المنتخب الهولندي 1/صفر في المباراة الأولى بمجموعة الموت في الدور الأول لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) بث روحا جديدة في معسكر المنتخب الدنماركي وبين أنصار الفري وقبل بداية فعاليات البطولة المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا .

سارت معظم التوقعات في اتجاه واحد وهو ترشيح منتخبات هولندا وألمانيا والبرتغال للمنافسة على بطاقتي التأهل من هذه المجموعة إلى دور الثمانية بالبطولة مع ترشيح المنتخب الدنماركي لمجرد المشاركة والخروج صفر اليدين ولكن المنتخب الدنماركي خالف كل التوقعات وحقق الفوز 1/صفر ليتصدر المجموعة مع نظيره الألماني الذي حقق الفوز بالنتيجة نفسها على المنتخب البرتغالي. وأثارت هذه النتيجة سعادة فائقة بين مشجعي الديناميت الدنماركي كما بثت روح البطولة بين لاعبي الفريق حيث استعاد الجميع ذكريات فوز الفريق بلقب يورو 1992 عندما شارك الفريق في البطولة من الباب الخلفي بديلا لنظيره اليوغسلافي الذي فرضت على بلاده عقوبة سياسية.

ويضاعف من التفاؤل والروح الجديدة في المعسكر الدنماركي أن المنافس القادم الذي يلتقيه الفريق في الجولة الثانية اليوم الأربعاء هو المنتخب البرتغالي الذي يحظى الديناميت الدنماركي بسجل جيد بل إنه تأهل على حسابه إلى البطولة الحالية تاركا له الملحق الفاصل.

العلامة الكاملة

ويحتاج المنتخب الدنماركي إلى الفوز فقط في مباراة اليوم ليضمن التأهل إلى دور الثمانية في البطولة قبل مباراته الثالثة في المجموعة والتي يلتقي فيها الماكينات الألمانية ويرى مورتن اولسن المدير الفني للمنتخب الدنماركي أن سجل فريقه أمام المنتخب البرتغالي يمنحه الأفضلية ولكنه لا يضمن له النتيجة خاصة وأن المنتخب البرتغالي يدرك أن المواجهة غدا ستحسم مصيره في البطولة كما يسعى إلى الثأر من المنتخب الدنماركي الذي فاز عليه 2/1 في ختام مسيرة الفريقين بمجموعتهما في التصفيات. وقال أولسن "سجلنا أمام البرتغال جيد".

وأنعش الفوز على المنتخب الهولندي ذكريات يورو 1992 بأكملها خاصة وأن المنتخب الدنماركي بدأ مسيرته نحو اللقب في البطولة قبل 20 عاما أيضا بالفوز على هولندا ثم أكمل الطريق إلى المباراة النهائية ومنها إلى منصة التتويج.

تشاؤم لاودروب

وقال برايان لاودروب لاعب ريال مدريد الأسباني سابقا ونجم المنتخب الدنماركي الفائز باللقب عام 1992 "ليس ممكنا لهذا الفريق أن يكرر إنجاز 1992 ".

وأشار أولسن إلى أن المشكلة التي تزعجه بالفعل قبل مباراة الغد هي المهارات الفردية التي يتمتع بها لاعبو البرتغال مثل كريستيانو رونالدو وناني خاصة في ظل غياب نيكولاس بوليسن مدافع أياكس عن صفوف الفريق في هذه المباراة.

وقال أولسن "قدمنا مباراة متميزة أمام المنتخب الهولندي. ولكن مواجهة المنتخب البرتغالي ستكون أكثر صعوبة".

تفاؤل برتغالي

رغم هزيمته في المباراة الأولى بالبطولة، ما زالت الأجواء السائدة داخل المعسكر البرتغالي تتسم بالتفاؤل قبل المباراتين الباقيتين للفريق في المجموعة الثانية (مجموعة الموت).

وخسر المنتخب البرتغالي أمام نظيره الألماني صفر/1 يوم السبت الماضي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة ولكن الفريق مازال مصرا على تجنب الخروج المبكر من البطولة.

أزمة مالية

ويثق المنتخب البرتغالي ، الذي تعاني بلاده أزمة مالية حادة في الوقت الحالي ، في قدرته على اجتياز هذه المجموعة والتأهل للأدوار الفاصلة ليرسم الابتسامة على وجوه مشجعيه في هذه المحنة الاقتصادية التي تجتاح بلاده.

وظهر التفاؤل على وجوه لاعبي الفريق خلال تدريبات اليومين الماضيين. وقال المدرب باولو بينتو المدير الفني للفريق "الشيء الفريد والجيد هو أن نواصل الثقة بأنفسنا".

وبينما اشتهر النجم البرتغالي الخطير كريستيانو رونالدو في الماضي بالأنانية والتعجرف والتعالي ، أظهر اللاعب وجها جديدا في تعامله مع الجماهير على هامش تدريبات الفريق.