أكد السباق التمهيدي الثاني لماراثون اليوم الوطني للهجن، الذي تنظمه إدارة بطولات فزاع في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على مضمار المرموم في نادي دبي لسباقات الهجن، نجاحه في ترسيخ مكانته إحدى أبرز الفعاليات التي تجمع بين البعد الرياضي والعمق التراثي. وشكّل هذا السباق محطة مهمة لقياس جاهزية المشاركين واستعدادهم لخوض الاستحقاق الرئيس المرتقب في يناير المقبل.

وأسهم الماراثون في تسليط الضوء على رياضة الهجن باعتبارها موروثاً أصيلاً متجذراً في المجتمع الإماراتي، وهو ما انعكس بوضوح على الإقبال الجماهيري الكبير الذي شهده السباق التمهيدي الثاني، والذي أُقيم لثلاث فئات عمرية وسط أجواء تنافسية وحضور لافت.



وامتدت منافسات السباق التمهيدي الثاني لمسافة 6 كيلومترات، مواصلةً مسار التصاعد في مستوى التحدي، وذلك بعد إقامة السباق التمهيدي الأول في دورة الدستور بنادي دبي لسباقات الهجن لمسافة 4 كيلومترات، في إطار برنامج متدرج يهدف إلى رفع وتيرة المنافسة وتعزيز جاهزية المشاركين للمراحل المقبلة.

وفي الفئة العمرية 15 إلى 17 عاماً، حقق عمير عبدالله الراشدي المركز الأول على المطية «شاهين»، يليه ثانياً منصور إبراهيم أبو إبراهيم على المطية «الصارم»، وبالمركز الثالث عبدالله علي المسافري على المطية «مدلل».

أما في الفئة العمرية 18 إلى 29 عاماً، حقق سعيد عبدالله المهيري المركز الأول على المطية «هملول»، وجاء محمد عبدالله العامري ثانياً على المطية «شاهين»، أما المركز الثالث فذهب لمطر محمد الحميري على المطية «معاتب».



وفي الفئة العمرية من 30 سنة فما فوق، تمكن خالد علي النعيمي من تحقيق المركز الأول على المطية «الشميمي»، فيما حل راشد مصبح الغفلي ثانياً على المطية «ملبي»، وبالمركز الثالث يحيى علي الكتبي على المطية «الرماس». وتوّج راشد حارب الخاصوني، مدير إدارة بطولات فزاع، أصحاب المراكز الأولى بحضور راشد بن مرخان، نائب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

من جهته، قال راشد حارب الخاصوني، مدير إدارة بطولات فزاع في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إن المؤشرات التي أفرزها السباقان التمهيديان تعكس مستويات متقدمة من الجاهزية، وتبشّر بمنافسة قوية في السباق الرئيس المقررة إقامته في يناير المقبل، مؤكداً أن هذه المحطات التمهيدية أسهمت في الوقوف على جاهزية المتسابقين وقياس تطور أدائهم.

وأضاف مدير بطولات فزاع، إن السباق المقبل سيشهد مشاركة جميع الفئات العمرية، مع تسجيل زيادة ملحوظة في الفئة الأولى التي تضم الناشئين، وهو ما يعد مؤشراً إيجابياً إلى نجاح الجهود المبذولة في ترسيخ هذا الرمز الوطني في نفوس أبناء الوطن، وأوضح أن الهدف يتمثل في نقل رياضة الهجن من إطار الهواية إلى كونها جزءاً أصيلاً من نمط حياة الجيل الجديد، والعمل على تقديم هذا الموروث العريق بالصورة التي تليق بقيمته التاريخية ومكانته في الهوية الإماراتية.



أعرب أصحاب المراكز الأولى عن جاهزيتهم الكاملة لخوض التحدي الأكبر في السباق الرئيس، في ضوء المستويات القوية التي شهدها المفحام الثاني، والذي عكس ارتفاع وتيرة المنافسة وقوة التحضير بين المشاركين.

وأكد عمير عبدالله الراشدي أن التمهيديين شكّلا محطة مهمة لإعداد المتسابقين للسباق الرئيس، إذ أتاحا لهم فرصة حقيقية لتقييم مستوياتهم والوقوف على حجم التحدي المنتظر في المرحلة المقبلة، وأضاف إن جميع المشاركين يتطلعون إلى الصعود على منصة التتويج وحصد لقب ماراثون اليوم الوطني للهجن، بوصفه أحد أبرز وأعرق السباقات التراثية، مشيراً إلى أن هذا الحدث يشكّل دافعاً كبيراً للاستعداد.