كشف الدكتور أيوب سرواش، عضو اللجنة الفنية باتحاد الإمارات لألعاب القوى، عن الأسباب التي دفعته لاختيار المشي دون بقية مسابقات «أم الألعاب»، وتحدث في حواره مع «البيان» عن الصعوبات التي واجهته في مسيرته لاعباً سابقاً، وتواجهه مدرباً في الوقت الحالي، وعن مدى الإقبال على سباقات المشي في الدولة، وحدد لاعب منتخبنا الوطني السابق في رياضة المشي، أهدافه وخططه المستقبلية بعدما بات مدرباً للمشي في منتخبنا الوطني لألعاب القوى، وطموحه العلمي الجديد بعد حصوله على درجة الدكتوراه في كل من الإدارة الرياضية، وإدارة الأعمال.
وبدأ الدكتور أيوب سرواش، حديثه قائلاً: «اخترت رياضة المشي، لأنها تجمع بين القوة والتحمل والانضباط، وتحتاج إلى تركيز ذهني كبير وتقنية خاصة تختلف عن بقية سباقات ألعاب القوى، كما أن ممارسة رياضة المشي تمنحني قوة الصبر والإصرار، وهو الأقرب لشخصيتي، خصوصاً أنه لا يعتمد فقط على السرعة، بل على الدقة في الأداء والالتزام بالقوانين الفنية».
وأضاف: «في بداية ممارستي لرياضة المشي، واجهت صعوبات كبيرة، أبرزها العدد القليل من اللاعبين، إذ لم يكن هناك حينها سواي وزميلي جمال وباقر على مستوى عموم الرجال، وبالتالي المنافسة والمسابقات كانت محدودة، ولكن هذا شجعني أكثر على تطوير نفسي والمشاركة في البطولات الخارجية لاكتساب الخبرة والاحتكاك بمستويات أعلى».
وتابع: «الأمر مختلف اليوم، إذ نرى اهتماماً أكبر من بعض الأندية في ضم لاعبين لرياضة المشي، إذ بدأت تأخذ مساحة أكبر من الاهتمام أخيراً بفضل الدعم من اتحاد ألعاب القوى، وزيادة الوعي بين الشباب حول أهميتها، وهذا يبشر بالخير، خصوصاً وأن المشي من الرياضات الممكن أن تحقق فيها ميداليات بسهولة لعدم انتشارها على الصعيدين الخليجي والعربي».
قاعدة جيدة
وأكمل: «لدينا الآن قاعدة جيدة من اللاعبين في تلك الرياضة، وأبرزهم الشعالي حسن لاعب المنتخب الوطني الأول، ومعه ناشئان وناشئتان من مواليد عامي 2009 و2010، ويتم إعدادهم لتمثيل الدولة في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى، وتم اختيار هؤلاء الناشئين والناشئات من بين 10 لاعبين ولاعبات تم اختيارهم من خلال زيارات خاصة لعدد من المدارس في دبي، كجزء من مرحلة أولى، وستكون المرحلة الثانية بزيارة مدارس في بقية إمارات الدولة، ونحتاج فقط إلى تسليط الضوء على رياضة المشي أكثر إعلامياً، مع تنظيم المزيد من البطولات المحلية، وبشكل مستمر».
وأشار الدكتور أيوب سرواش، إلى أبرز التحديات والصعوبات التي واجهته لاعباً في الماضي، ومدرباً في لرياضة المشي في الوقت الحاضر، موضحاً: «عندما كنت لاعباً، تمثلت التحديات الأساسية في قلة الدعم ونقص المنافسات، إلى جانب صعوبة إيجاد مدربين متخصصين في المشي، والآن بات التحدي الأكبر لي كمدرب، هو جذب جيل جديد من اللاعبين، وتوفير بيئة تدريبية مناسبة تساعدهم على التطور والالتزام، وأنا أعمل وفق خطة طموحة تم الاتفاق عليها مع مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، وتبدأ بإعداد 12 لاعباً ولاعبة في رياضة المشي بصفوف منتخبنا الوطني بواقع 4 لاعبين ولاعبات في فئات الناشئين والشباب والعموم».
وأكد لاعب المنتخب الوطني السابق، تحقيقه لجزء كبير من طموحاته لاعباً، بقوله: «حققت جزءاً كبيراً من طموحاتي كلاعب، وأبرزها تمثيل الدولة في بطولات خارجية وتحقيق إنجازات عدة في المحافل الدولية، وتحطيم الرقم القياسي للدولة في رياضة المشي لأكثر من ١٥ مرة، بداية من عام 2004 في البطولة الخليجية بالبحرين، عندما حطمت رقم شقيقي يوسف صاحب أول ميدالية للدولة في المشي عام 1997، وبعدها حققت أفضل ثالث رقم خليجي لمسافة 10 كيلومترات مشي، وكنت أول خليجي يتأهل لكأس العالم للمشي، أما الآن، فهدفي الأكبر كمدرب إعداد جيل قادر على المنافسة الآسيوية، وأن يكون لدينا أبطال يمثلون الإمارات في المحافل الدولية، ولدينا الآن الشعالي، وهو لاعب مميز في رياضة المشي، ويملك ذهبية غرب آسيا، وبرونزية الألعاب العربية، وفضية بطولة الخليج».
وأردف قائلاً: «كما نركز حالياً على نشر الوعي بالرياضة في المدارس، واكتشاف المواهب مبكراً، وتوفير معسكرات داخلية وخارجية لتأهيل اللاعبين، وهناك عدد من المعسكرات المخطط تنفيذها داخل الدولة في دبي وحتا والفجيرة، وخارج الدولة في جنوب أفريقيا خلال مارس 2026، استعداداً لبطولة غرب آسيا، وكذلك نعمل على رفع مستوى الكوادر التدريبية والحكام من المواطنين في كل مسابقات ألعاب القوى، ومنها رياضة المشي، خصوصاً وأن الدعم متوفر لألعاب القوى في الوقت الحالي، ولكن يحتاج إلى مزيد من التخصيص لرياضات مثل المشي التي لا تحظى بالشهرة الكافية، ونطمح أن نرى استثمارات أكبر من المؤسسات الخاصة في برامج تطوير اللاعبين والبنية التحتية الخاصة بالتدريب».
واختتم الدكتور أيوب سرواش، حديثه كاشفاً عن تطلعاته وطموحه العلمي الذي لا يتوقف، بقوله: «أطمح لإكمال دراساتي في علوم التدريب الرياضي والتغذية، حتى أطور نفسي أكثر في مجال التدريب، وذلك بعدما حصلت على درجة الدكتوراه في الإدارة الرياضية، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال قبل أسابيع قليلة، وعلى الصعيد الشخصي، أتمنى أن أكون قدوة للشباب الإماراتي وأن أساهم في رفع اسم الدولة في مجال ألعاب القوى».
