رغم أن عمرها لم يتجاوز سبعة أعوام، تمكنت فاطمة سعيد الشحي، لاعبة نادي فتيات رأس الخيمة للشطرنج والثقافة، أن تضع اسمها بين أبرز الوجوه الواعدة في اللعبة بعد عام واحد فقط من انطلاقتها.

الطفلة الصغيرة التي وجدت في رقعة الشطرنج عالماً مليئاً بالتحديات، دخلت هذا المجال بدعم كبير من أسرتها وتشجيع متواصل من مدربيها، لتثبت سريعاً أن التفوق لا يقاس بالعمر بقدر ما يقاس بالموهبة، ومع كل بطولة تخوضها، تزداد ثقتها بنفسها وتتسع دائرة طموحاتها، لتتحول خلال فترة وجيزة إلى اسم لامع في بطولات الفئات السنية.

اليوم.. تحمل فاطمة طموحات كبيرة تتجاوز حدود البطولات المحلية، إذ ترى في نفسها مشروع بطلة قادمة قادرة على تمثيل الإمارات في أكبر المحافل القارية والدولية، ورفع علم الوطن عالياً بين نخبة لاعبي الشطرنج في العالم.

دخلت فاطمة عالم الشطرنج بفضل اقتراح من أسرتها التي رأت في اللعبة مجالاً مناسباً لتنمية قدراتها، غير أن شغفها بها كان واضحاً منذ اللحظة الأولى لوالدها سعيد الشحي، الذي حرص على أن يمنحها فرصة حقيقية للتطور، وفي هذا السياق، قال والدها في تصريحات لـ«البيان»: «البداية كانت باقتراح من أسرتها، ومع تشجيع كبير من والدتها ومني، قررنا أن نخوض معها هذه التجربة، انضمت فاطمة إلى النادي، وهناك التقت المدرب لطفي أوعلالن الذي اكتشف موهبتها وساعدها على تطويرها وصقل مهاراتها، ولمسنا سريعاً أن لديها شغفاً مختلفاً بالشطرنج».

ورغم حداثة تجربتها في اللعبة، إلا أن إنجازاتها جاءت سريعة وملفتة للأنظار، إذ أوضح والدها: «خلال عام واحد فقط، تمكنت فاطمة من الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة الإمارات للشطرنج السريع تحت 8 سنوات، ثم أحرزت فضية الدوري الإماراتي تحت 10 سنوات (فرق)، كما حظيت بفرصة ثمينة لتمثيل الدولة في بطولة المدارس للشطرنج في روسيا».

وعن البطولة الأقرب إلى قلبها، أشار والدها إلى أن تجربة روسيا كانت محطة مختلفة في مسيرتها الناشئة، موضحاً: «مشاركتها في بطولة المدارس للشطرنج في روسيا تركت أثراً كبيراً فيها، فقد خاضت تحدياً مميزاً ضمن فريق مكون من خمسة لاعبين يمثلون الإمارات أمام فرق من مختلف دول العالم، بالنسبة لها، كانت تجربة رياضية رائعة لن تنساها».

توازن

أما على صعيد التوفيق بين الالتزامات الدراسية والطموحات الرياضية، فأكد سعيد الشحي أن هذا الجانب يحظى بأهمية خاصة داخل الأسرة، قائلاً: «نحرص دائماً على أن يكون التدريب متوافقاً مع ساعات الدراسة، بحيث لا يطغى جانب على آخر، أما البطولات فتأتي غالباً في عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات، ما يسهل التوفيق بين الدراسة والشطرنج، هدفنا أن تنجح أكاديمياً وفي الوقت نفسه تطور موهبتها لتصل يوماً ما إلى لقب بطلة العرب والعالم».

ولفت والدها إلى أن لابنته قدوة خاصة في عالم اللعبة، موضحاً: «فاطمة تنظر بإعجاب شديد إلى ابنة عمها قصايد الشحي، وتعتبرها مصدر إلهام لها في الشطرنج».

وعن تفاصيل ميولها على الرقعة، قال والدها: «القطعة الأقرب لفاطمة هي الوزير، فهي ترى فيه القوة التي تساعدها على الوصول إلى «الكش» ملك وحسم المباريات».

واختتم سعيد الشحي تصريحاته بالتأكيد على أن ابنته تملك كل المقومات التي تؤهلها لمستقبل كبير، قائلاً: «نحن نؤمن بموهبة فاطمة ونقف خلفها بكل ما نملك من دعم وتشجيع، الطريق أمامها طويل، لكننا على ثقة أنها قادرة على تحقيق إنجازات أكبر ورفع علم الإمارات في البطولات القارية والعالمية».