من ملاعب نادي أبوظبي لألعاب المضرب انطلقت حكاية فتاة لم تتجاوز سن الرابعة عشرة من عمرها، تحمل في يدها مضرب الريشة، وفي قلبها حلم الوصول إلى العالمية.

شيخة سالم العامري واحدة من أبرز الوجوه الصاعدة في رياضة الريشة الطائرة بالدولة، والتي خطت أولى خطواتها في هذه اللعبة قبل عامين فقط، لكنها استطاعت خلال هذه الفترة القصيرة أن تثبت جدارتها، وتلفت الأنظار بموهبتها وإصرارها.

تُظهر شيخة حساً عالياً بالتركيز والسرعة في رد الفعل، وهما عنصران أساسيان في رياضة تتطلب يقظة ذهنية، وحضوراً بدنياً.

هذا الجانب في اللعبة كان وراء انجذابها المبكر لها، كما قالت في تصريحاتها لـ«البيان»: «منذ تجربتي الأولى مع الريشة الطائرة شعرت بشيء مختلف.

اللعبة تحتاج إلى تركيز وردة فعل، استمتعت بها كثيراً، خصوصاً عندما بدأت أشارك في البطولات، وأطور مستواي».

وسرعان ما انعكست هذه الرغبة على تطور نتائجها داخل الملعب، حيث شاركت في عدد من البطولات المحلية والدولية، أبرزها بطولة غرب آسيا للناشئين في سلطنة عمان، والتي اعتبرتها محطة مفصلية في مسيرتها، قائلة: «التجربة كانت من أقوى المحطات التي مررت بها، وتعلمت منها دروساً مهمة في التعامل مع الضغط النفسي والتحديات داخل الملعب.

البطولة كانت على مستوى عالٍ، ودفعتني لأرفع من أدائي، وأضع أهدافاً أكبر لنفسي».

أما في بطولة الدولة للفئات العمرية للريشة الطائرة الموسم الماضي، التي حصلت فيها شيخة على المركز الثاني في فئة الزوجي تحت 17 سنة، فقد شكلت دفعة معنوية كبيرة لها، كما قالت: «كانت نقطة تحول حقيقية منحتني دافعاً كبيراً للعمل أكثر على نفسي، وأثبتت لي أن جهدي لا يضيع».

من بين جميع المحطات، التي مرت بها شيخة في مشوارها القصير حتى الآن، تبقى لحظة تمثيل المنتخب الوطني فارقة في مسيرتها؛ إذ كانت المرة الأولى التي شعرت فيها بثقل المسؤولية وجدية التمثيل الرسمي، وقد تزامن ذلك مع انتصار مميز، كما قالت في تصريحاتها: «حين مثلت الدولة في بطولة غرب آسيا للناشئين انتابني شعور كبير بالفخر والمسؤولية لا يمكن وصفه.

ومن أقرب اللحظات إلى قلبي تلك المباراة الشاقة، التي خضناها أمام منتخب العراق القوي، ونجحنا في حسمها بعد منافسة محتدمة حتى اللحظة الأخيرة؛ حينها شعرت أن الفريق يمثل حقاً عائلتي الثانية».

هذا الشعور، الذي اختلط فيه الفخر الوطني بفرحة الفوز الجماعي، رسخ في ذهن شيخة أهمية تمثيل الوطن بأفضل صورة، بالأداء، والانضباط، والروح الرياضية، وتحمل الضغط، ورغم صغر سنها فإنها أثبتت نضجاً واضحاً في التعامل مع الظروف الصعبة، خصوصاً في البطولات الكبرى، التي تتطلب استعداداً ذهنياً قبل المهارات الفنية، وقالت في هذا السياق: «أحياناً أواجه ضغطاً نفسياً في البطولات الكبيرة، لكني تعلمت أن أكون قوية، وأثق بنفسي، وأتعلم من كل تجربة أمر بها، كما أن دعم المدربين وأهلي كان له تأثير كبير في قدرتي على تجاوز هذه التحديات».

دعم وطموح

أشادت شيخة بالدور المحوري، الذي لعبه نادي أبوظبي لألعاب المضرب في صقل موهبتها وتطورها، قائلة: «النادي وفر لي بيئة مثالية للتدريب والتطور، وكان له أثر كبير في مسيرتي.

وأخص بالشكر مدربي الكابتن عبدالرحمن كشكل، والكابتن بسام تحسين، فهما لم يقصرا معي أبداً، وكانا سبباً رئيسياً بعد الله سبحانه وتعالى في نجاحي، كما أن دعم أهلي، خصوصاً أمي وأبي، كان حاضراً في كل خطوة، وهو ما منحني الثقة للاستمرار والمثابرة».