من داخل ملاعب نادي كلباء، بدأت حكاية محمد سالم المزروعي مع رياضة الريشة الطائرة؛ طفل شغوف بدأ مشواره في سن مبكرة، وتمكن خلال سنوات قليلة من حصد الميداليات وارتداء قميص المنتخب الوطني عن استحقاق.

وبفضل موهبته والتزامه، برز اسمه كأحد الوجوه الواعدة في اللعبة، وسط جيل جديد من الأبطال الصغار الذين يحملون طموحات كبيرة لمستقبل الريشة الطائرة في الإمارات.

وفي لقاء مع «البيان»، تحدث محمد بثقة وطموح عن بداياته وإنجازاته الأولى، وعن شعور تمثيل الوطن، والأحلام التي ترافقه مع كل ضربة مضرب.

بدأ محمد رحلته مع الريشة الطائرة في السابعة من عمره، حين اكتشف شغفه باللعبة داخل أروقة نادي كلباء، وكانت تلك اللحظة بمثابة انطلاقة حقيقية في مسار يزداد نضجاً وتطوراً عاماً بعد عام، وتذكر تلك البداية، قائلاً: «بدأت ممارسة رياضة الريشة الطائرة قبل 3 سنوات فقط، وأحببتها كثيراً، ومنذ اللحظة الأولى شعرت أنني أنتمي إليها».

ومع مرور الوقت، لم تقتصر رحلة محمد على التدريبات اليومية وتعلم أساسيات اللعبة، بل تحولت جهوده إلى إنجازات ملموسة، فقد أثبت جدارته سريعاً، ونجح في صعود منصات التتويج في أكثر من مناسبة، ليؤكد أنه مشروع بطل واعد في رياضة الريشة الطائرة.

واستعرض محمد أبرز محطاته، قائلاً: «أحرزت المركز الأول في بطولة أبوظبي للمضرب لفئة تحت 11 سنة، كما فزت بالمركز الأول في بطولة «أكسترا» التي أقيمت في الشارقة، أما الإنجاز الأقرب إلى قلبي فكان تتويجي بالميدالية الذهبية في الأولمبياد المدرسي».

تمثيل الوطن

جاءت أولى مشاركات محمد المزروعي مع المنتخب الوطني في مرحلة مبكرة من مشواره، لكنها تركت أثراً بالغاً في تشكيل شخصيته الرياضية.. فقد شكلت تلك التجربة نقلة نوعية في وعيه كلاعب، إذ عاش للمرة الأولى شعور ارتداء قميص منتخب الإمارات، ومواجهة منافسين من مدارس فنية مختلفة، واللعب تحت ضغط المنافسات الرسمية، وقال محمد عن تلك اللحظة: «شعرت خلال تجربتي في تمثيل منتخب الإمارات بالفخر والاعتزاز بنفسي، وتعلمت الكثير من اللعب مع زملائي والمشاركة في بطولات رسمية».

وشكلت هذه التجربة دفعة معنوية كبيرة له، رسخت بداخله شعور أنه يسير على الطريق الصحيح، وفتحت أمامه آفاقاً أوسع للطموح، ساعياً إلى المنافسة على مستويات أعلى في المستقبل القريب.

تنظيم ومسؤولية

ورغم انشغاله بالتدريبات والمنافسات، لم يغفل محمد الجانب الدراسي، بل حرص على خلق توازن مدروس بين التعليم والرياضة، في سلوك يعكس درجة عالية من الوعي والنضج، قلما نجدها في هذه المرحلة العمرية، قائلاً: «أوفق بين دراستي والتدريب من خلال اتباع جدول منظم.. أقوم بمراجعة دروسي وحل واجباتي أولاً، ثم أذهب إلى التدريب.. فالتنظيم هو سر النجاح».

ويعد هذا التوازن بين المسارين الدراسي والرياضي من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها محمد في سعيه نحو تحقيق طموحه، مدركاً أن التفوق في الرياضة لا ينفصل عن النجاح الأكاديمي، بل يكمله ويعززه.

دعم متواصل

لم يكن محمد المزروعي ليصل إلى ما حققه من إنجازات لولا البيئة المحيطة به، التي وفرت له دعماً متواصلاً على المستويين العائلي والرياضي، وقال في هذا السياق: «أسرتي تأتي في المقام الأول دائماً، فهم يشجعونني ويقفون إلى جانبي في كل خطوة.. كما لا أنسى الفضل الكبير للكابتن سامر توفيق حمزة، الذي ساعدني كثيراً في تطوير مهاراتي الفنية، وكان له دور مهم في بناء شخصيتي داخل الملعب».

ولا يتوقف طموح محمد عند حدود البطولات المحلية أو الفئات العمرية، بل يمتد نحو أبعد من ذلك.. إذ اختتم حديثه مع «البيان»، قائلاً: «هدفي أن أصبح بطل عالم في الريشة الطائرة، وأسعى إلى تحقيق هذا الحلم من خلال العمل الجاد والتدريب المستمر.. الطريق لا يزال طويلاً، لكني مؤمن بأن الإرادة تصنع الفارق».