بات الطموح الأولمبي هدفاً رئيسياً لرياضة التايكواندو في الإمارات، هذا ما أكدته المدربة الدولية منى زاكيني، خلال مقابلة مع «البيان»، مشيرة إلى أن العمل الحالي لم يعد يقتصر على إعداد اللاعبات للمنافسات المحلية أو الإقليمية، بل أصبح موجهاً نحو الحلم الأكبر وهو رؤية لاعبة إماراتية ترفع علم الدولة في الألعاب الأولمبية.

وأعربت زاكيني عن فخرها بالمكانة، التي باتت تحتلها اللعبة في الدولة، مؤكدة أن ما تحقق حتى الآن يمثل بداية لطريق أطول وأهم، وأن المستقبل يحمل فرصاً أكبر للارتقاء باللاعبات إلى منصات التتويج العالمية.



طفرة إماراتية

وأشارت المدربة الدولية إلى أن رياضة التايكواندو في الإمارات لم تكن منتشرة بالشكل الكبير في السابق، حيث كانت المشاركة محدودة، وكان الإقبال ضعيفاً، لكن السنوات الأخيرة شهدت طفرة واضحة، بفضل توافر الدعم الرسمي، واهتمام الأندية والأكاديميات، وظهور خامات مميزة ولاعبات موهوبات استطعن أن يثبتن أنفسهن في مختلف المحافل.

وقالت زاكيني: «نجحنا في تحقيق إنجازات مهمة على الصعيد العربي، أبرزها الفوز بميداليات متعددة، وصولاً إلى محطة تاريخية غير مسبوقة حين حصدنا المركز الثاني في بطولة العالم للمدارس بالبحرين، وهو إنجاز أعتبره بداية جديدة لمسيرة واعدة».



وأشارت زاكيني إلى أن نجاح اللاعبات لا يرتبط فقط بالجانب الفني، بل يعتمد بدرجة كبيرة على كيفية التعامل معهن داخل وخارج الصالة، موضحة أنها تستلهم طريقتها من المدرب المغربي المخضرم، عبدالنبي السعودي، أحد أبرز رموز التايكواندو في المغرب، قائلة: «أسعى أن أكون صديقة للاعبات قبل أن أكون مدربة، وأحرص على بناء علاقة إنسانية ونفسية متينة معهن، لأن الثقة والدعم المعنوي هما أساس النجاح، اللاعبات أنفسهن يقولن لي دائماً عبارة أفتخر بها: أنتِ أمنا الصغيرة، وهذه الجملة بالنسبة لي أكبر تكريم يمكن أن أحصل عليه».



حلم الأولمبياد

وأكدت زاكيني أن ما يميز التجربة الإماراتية هو البيئة الداعمة التي تضع اللاعبات على الطريق الصحيح نحو العالمية، موضحة أن الدعم الرسمي والاهتمام الكبير من المؤسسات الرياضية في الدولة وفرا أرضية صلبة لبناء جيل جديد من اللاعبات، وأضافت أن البرامج التدريبية اليوم أكثر تطوراً وتكاملاً مما كان متاحاً في الماضي، سواء من ناحية الإعداد البدني أو الجاهزية الذهنية، وهو ما يمنح اللاعبات أفضلية كبيرة عند المشاركة في البطولات الخارجية.



وتابعت: «لدينا خامات رائعة تظهر حالياً، وإذا واصلنا العمل بنفس الجدية والعزيمة فلن يكون هناك ما يمنعنا من تحقيق الحلم، نحن لا نقل شأناً عن الدول المتقدمة في التايكواندو، بل نملك الإرادة والإصرار، ومع التخطيط السليم يمكن أن نصنع الفارق».



واختتمت زاكيني حديثها بالتأكيد على أن حلم الأولمبياد لم يعد بعيداً، بل أصبح هدفاً واقعياً يقترب مع كل إنجاز جديد، قائلة: «أنا على يقين بأن لحظة رفع علم الإمارات في الأولمبياد ستأتي، ربما أقرب مما يتصور الكثيرون، هذه اللحظة لن تكون شرفاً شخصياً لأي لاعبة فحسب، بل ستجسد حصاد سنوات من العمل والالتزام، ورسالة للعالم بأن الرياضة الإماراتية قادرة على المنافسة في أكبر المحافل».