من بساط التايكواندو إلى ميادين الجودو، اختارت غالية خميس طريقها الجديد، وقررت أن تصنع لنفسها مكاناً في واحدة من أصعب الرياضات القتالية، في رحلة بدأت عام 2023 وسرعان ما أثمرت إنجازات لافتة وحضوراً تنافسياً لفت الأنظار.
اللاعبة الإماراتية البالغة من العمر 17 عاماً، وتمثل نادي الفجيرة للفنون القتالية، نجحت خلال فترة قصيرة في ترسيخ اسمها ضمن أبرز الوجوه الصاعدة في رياضة الجودو، بعدما جمعت عدداً كبيراً من الميداليات في البطولات المحلية، وفرضت نفسها ضمن قائمة المنتخب الوطني في محطات دولية مهمة، لتصبح نموذجاً رياضياً واعداً في ساحة الألعاب الفردية بالدولة.
وعن أهدافها في المرحلة المقبلة، قالت غالية: «أسعى للمشاركة في بطولات كبرى مثل بطولة آسيا وبطولة العالم، وتمثيل دولة الإمارات في البطولات الدولية.. حلمي الأكبر هو الوصول إلى دورة الألعاب الأولمبية، وتمثيل بلادي في هذا الحدث العالمي.. هذا هو الهدف الذي أعمل من أجله كل يوم».
في تصريحات لـ«البيان»، استحضرت غالية تلك اللحظة التي قلبت مسارها الرياضي، قائلة: «بدأت ممارسة الجودو قبل عامين بعد أن أنهيت مشواري في التايكواندو.. كنت أبحث عن رياضة تمنحني التحدي الحقيقي والشعور بالقوة، ومنذ أول تدريب لي، شعرت بانجذاب شديد للجودو، ووجدت نفسي فيها».
وتابعت: «كانت أولى مشاركاتي في الجودو محفزة للغاية، ووضعتني في أجواء تنافسية جديدة تماماً.. ومنذ تلك اللحظة بدأت أؤمن أكثر بخياراتي، وقررت مواصلة الطريق بكل جدية».
وأضافت: «توالت بعد ذلك الإنجازات في بطولات عدة، أبرزها بطولة السفير الياباني (ذهبية)، ودورة محمد بن حمد الشرقي الرمضانية (فضية)، وبطولة البراعم، وبطولة الألعاب المدرسية بمدينة إكسبو، وبطولة كأس الإمارات، وأبطال الإمارات، وكأس الإمارات الثانية، وبطولة السفير الياباني الثانية، وبطولة كلباء المفتوحة، وجميعها شهدت تتويجي بالذهب».
وأشارت إلى أن هذا التسلسل التصاعدي في البطولات منحها ثقة كبيرة، قائلة: «كل بطولة كنت أشارك فيها كانت خطوة جديدة نحو نضجي، ومؤشراً إلى أنني أسير في الاتجاه الصحيح.. كنت أشعر بعد كل تتويج بأنني أتطور فعلاً، وأن الفارق بين غالية المبتدئة وغالية اليوم يكبر مع كل تجربة.. وهذا الشعور هو ما جعلني أتمسك أكثر بحلمي وأسعى لتحقيقه مهما كانت التحديات».
كانت أولى تجارب غالية الدولية ضمن قائمة المنتخب الوطني في معسكر تدريبي بمدينة القيروان في تونس خلال أبريل 2024، حيث تدربت وسط لاعبات من دول مختلفة، في بيئة تنافسية مثمرة، ولاحقاً، مثلت الإمارات في دورة الألعاب العالمية المدرسية التي أقيمت في البحرين خلال أكتوبر من العام ذاته، ونجحت في تحقيق المركز الرابع على مستوى العالم، في أول ظهور خارجي رسمي لها.. وعن تلك التجربة قالت: «شعرت بالفخر الشديد وأنا أرتدي شعار الإمارات.. كانت تجربة فريدة ومليئة بالتحديات، تعلمت منها الكثير، وخصوصاً في كيفية التعامل مع ضغط المباريات والجوانب النفسية في البطولات».
وعن اللحظة التي شكلت نقطة تحول في مسيرتها، قالت: «أعتز كثيراً ببطولة اليوم الوطني، كانت أول ذهبية لي، وشعرت حينها بأن كل التعب لم يذهب سدى.. تلك البداية غيرت نظرتي لنفسي، وأشعلت بداخلي الرغبة في الوصول لأبعد مما توقعت».