نجح البطل الإماراتي الشاب، سيف البلوشي، في أن يشق طريقه إلى عالم النجومية والفنون القتالية المختلطة، وكتب قصة نجاح ملهمة في سن صغيره، صعد بها إلى منصات التتويج وحصد الذهب، ليؤكد أنه اسم إماراتي واعد في الألعاب القتالية.
وحقق سيف البلوشي صاحب الـ 16 عاماً، إنجازاً إماراتياً بحصوله على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة للناشئين، التي اختتمت فعالياتها أخيراً في مدينة العين، عقب تغلبه في النزال النهائي على الطاجيكي عزيزولو ميرزويف في نهائي وزن 40 كجم لفئة 14 - 15 سنة، ليعيد إنجازه الذي حققه قبل عامين بحصده الذهب في بطولة عام 2023.
ورغم أنه شاب هادئ، لكنه مقاتل شرس على بساط النزالات، يعرف كيف يهزم منافسيه بالإصرار والعزيمة والتكنيك المدروس، إذ بدأ في حصد ثمار التدريبات المتواصلة والعمل الجاد، وبالروح القتالية والطموح اللا محدود كتب تاريخاً مبكراً مع الفنون القتالية المختلطة.
وأعرب سيف البلوشي في حواره مع «البيان» عن فخره واعتزازه بالإنجاز الذي حققه لدولة الإمارات في المحفل العالمي للناشئين، وقال: «شعوري لا يوصف بحصولي على الميدالية الذهبية في هذه البطولة العالمية، وفخور برفع اسم بلادي وأني لم أخيب ظن كل من آمنوا بي ودعموني ووثقوا في قدراتي».
وعشق البلوشي الألعاب القتالية منذ الصغر، تحديداً منذ أن كان عمره 6 سنوات، الذي بدأ فيه ممارسة رياضة الجوجيتسو، وكشف أنه قبل 3 سنوات تحول كذلك إلى الفنون القتالية المختلطة (MMA) بجانب الجوجيتسو، مضيفاً: «بدأت لعب الجوجيتسو من عمر الست سنوات مع مدربي الكابتن إبراهيم الحوسني ولغاية سن 13 عاماً، بعدها تحولت إلى الفنون القتالية المختلطة بالاتفاق مع المدرب الذي حفزني على خوض هذا المعترك، ولحبي للألعاب القتالية بشكل عام بدأت في تلك النزالات منذ 3 سنوات، ونجحت في تحقيق الذهبية في بطولة العالم في أبوظبي 2023، والمركز الثاني في بطولة العام الماضي».
وخطف مشهد احتضان سيف البلوشي لوالدته، عقب فوزه بالذهبية، الأنظار تأكيداً للعرفان بجميل الأم الداعم الأول له في مسيرته، والتي لها دور كبير في وصوله إلى منصات التتويج، وقال: «بدايتي عندما أحضرتني والدتي للمدرب إبراهيم الحوسني لممارسة الجوجيتسو، وكانت تذهب معي للنادي في عجمان لأحضر التدريبات يومياً، وقبل البطولة أكدت ثقتها في، ليس هذا العام وحسب وإنما طوال مسيرتي، وأنني قادر على التتويج بالذهب، وعقب الفوز قالت إن تعبي لم يذهب هباءً».
وكشف البلوشي عن أنه يستمتع بممارسة الألعاب القتالية، ولم يكن يفكر في أي رياضة أخرى على الرغم من حبه لرياضتي السباحة والكرة الطائرة.
ووجه البلوشي الشكر إلى مدربه إبراهيم الحوسني الذي لا يزال يشاركه مشوار الإنجازات، على الدور الكبير الذي يبذله معه، وأن المدرب بمثابة الأب بالنسبة له، مؤكداً أنه يطمح إلى مواصلة مسيرته وحصد المزيد من الإنجازات لدولة الإمارات في عالم الفنون القتالية.
وأعرب المدرب إبراهيم الحوسني عن فخره بالإنجاز الذي حققه البلوشي في البطولة، مؤكداً أنه يتمتع بالموهبة والإرادة منذ الصغر، وأنه عندما بلغ سن الـ 10 سنوات بدأ في فهم قدراته والتعامل بذكاء مع مهاراته في الجوجيتسو والفنون القتالية.
وقال: «سيف يتمتع بشخصية هادئة وذكية، ربما عندما تراه للوهلة الأولى لا تتوقع أنه مقاتل بطل، لكنه يتمتع بقدرات هائلة، إضافة إلى ذلك فهو متحدث لبق وشخصية بسيطة وبار بوالديه، ولديه طموحات كبيرة، حيث يركز دائماً على تدريباته، وشعر بقيمة الرياضة عندما بدأ يحرز الميداليات ويشق طريقه إلى عالم النجومية المبكرة».
وأكد الحوسني سعادته بما يحققه البطل الشاب الذي يعتبره بمثابة الابن، وسعادته لم تقل بعد فوز البلوشي بالذهب وعدم تتويج ابنه في المحفل نفسه، وأضاف: «فوز سيف عوضني عن خسارة ابني الذي شارك في البطولة نفسها، فلا فرق بينه وبين أبنائي، وأحاول توفير الأجواء المثالية له، لأن لديه صفات البطل منذ الصغر، حتى إنني أصررت قبل البطولة على أن يقيم معي في منزلي مع أبنائي، وأركز على كل التفاصيل المتعلقة به من تدريبات وغذاء وتهيئة نفسية، ووضعنا استراتيجية واضحة لخوض النزالات، وبالفعل كان سيف على قدر التوقعات ونجح في حصد الذهب».
وكشف الحوسني عن أنه لم يشعر بالتخوف من تحول سيف البلوشي إلى الفنون القتالية المختلطة (MMA)، مشيراً إلى أن قرار التحول جاء برغبة منه كمدرب ومن اللاعب نفسه، لافتاً إلى أن سيف يوازن جيداً بين الرياضة والدراسة، وهو طالب متفوق وينتظره مستقبل واعد، سواء على مستوى الرياضة أم المسار التعليمي.
وقال: «سيف لديه طموحات كبيرة، ولديه مستقبل مبهر إذا استمر على النهج نفسه، وأثق في أنه سيواصل مسيرته نحو العالمية في السنوات المقبلة ويحقق المزيد من الإنجازات».
وأكد الحوسني أن الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة، كما شكر اتحاد الإمارات للجوجيتسو برئاسة عبد المنعم الهاشمي، وكل من يدعم تلك الرياضة.
