أحياناً، يصبح (النبش) أو (التفتيش) في ما (بين) سطور أوراق الحاضر المعاش ضروريا، بل مطلبا بمذاق أحلى من العسل لمعرفة جدوى خطواتنا في الحاضر لبلوغ المستقبل الأفضل، وهذه بالضبط، خلاصة حوارنا مع يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم، المسؤول الرياضي المعروف دوما بصراحته وقوة أطروحاته التي يبرز من بينها قوله في حواره اليوم مع "البيان الرياضي":
"أن دوري المحترفين يعيش حالة أو نوعا من الاسترخاء"، قبل أن يفصح عن رأيه علنا بشأن زيادة عدد فرق الدوري للموسم الجاري من 12 إلى 14 فريقا قائلا: "زيادة عدد فرق دوري المحترفين تصب في مصلحة الأندية والمنتخب".
فإلى تفاصيل حوار "البيان الرياضي" مع السركال...
بعد الخامسة
كيف ترى دوري المحترفين بعد جولته الخامسة، أعني، وضع الفرق، مستوى المنافسة، أحلام الفوز بالدرع، وصراع الهروب من الهبوط؟
أرى أن دوري المحترفين لهذا الموسم يعيش حالة أو نوعا من الاسترخاء الإيجابي.
أي استرخاء تعني؟
أعني أن فرق الدوري هذا الموسم ومنذ البداية في اتجاهين واضحين تماما، الأول نحو المنافسة على الدرع، وهو كان وما زال وسيبقى صراعا محتدما بين فرق عدة، والاتجاه الثاني نحو دائرة الهروب من الهبوط.
هذا الجديد
وما الجديد، في كل المواسم، هناك أحلام الفوز بالدرع وصراع الهروب من الهبوط؟
الجديد، أن الوضع في الاتجاه الثاني، وأعني به صراع الهروب من الهبوط، يبدو أقل حدة بكثير مقارنة مع ما حدث في الموسم الماضي، حيث عاشت أكثر من 6 فرق دوامة الهبوط.
تلك الزحمة
تعبير أو مصطلح الاسترخاء بحاجة إلى توضيح، أليس كذلك؟
ما أعني بـ (الاسترخاء) الذي تعيشه فرق دوري المحترفين، هو أن صراع الهبوط صار أقل حدة من ذي قبل، وبات مقتصرا على عدد محدد جدا من الفرق في دوري هذا الموسم، وهذا ما اتضحت معالمه كثيرا بعد انتهاء الجولات الخمس من المسابقة، فلم نعد نعيش تلك (الزحمة) في عدد الباحثين عن طوق نجاة من دوامة الهروب كما كنا نعيش ذلك في السابق.
عود الحقيقة
وهذا الحال ولد نوعا من الاسترخاء كما تصفه؟
نعم، وأعتقد أننا اليوم وصلنا إلى (عود الحجيجة) أو الحقيقة، فالمتنافسون على الدرع واضحون للجميع، تماما كما هم الداخلون في دائرة صراع الهبوط!
وهل تعتبر ما وصفته بالاسترخاء إيجابيا؟
بكل تأكيد، هو حالة إيجابية.
ليس خمولا
كيف ذلك، وغالبا ما يكون الاسترخاء دليل الخمول؟
لا لا لا، هو ليس خمولا، بل هو استرخاء إيجابي من ضغوط الهروب من الهبوط بعدما اتضحت معالم الصورة!
دعنا نغادر دائرة الاسترخاء، كيف ترى قرار زيادة عدد فرق دوري المحترفين إلى 14 فريقا؟
بداية، أود الكشف عن أن فكرة الـ 14 فريقا في دوري المحترفين، راودتني منذ العام 2010، وأنا خارج رئاسة الاتحاد، حيث عشت هاجس زيادة العدد بعدما تعايشت مع فترة المنتخب الأولمبي، وكيف أن معظم لاعبيه لا يلعبون أساسيين في فرقهم، نتيجة الصراع الحامي بين فرق الدوري سواء في اتجاه الدرع أو الهروب من الهبوط.
هناك سببان
وما السبب لعدم الزج بلاعبي الأولمبي في التشكيلات الأساسية لفرقهم؟
هناك سببان، الأول ناتج عن قوة الصراع على الدرع، والثاني نابع عن اتساع دائرة الصراع للهروب من الهبوط، ما حرم نجوم الأولمبي من فرصة اللعب، ولذلك جاء قرار زيادة العدد في الموسم الجاري لمصلحة الأندية والمنتخب.
وهل ترى أن لاعبي الأولمبي أخذوا فرصتهم بالشكل الكافي في دوري الموسم الجاري بعد زيادة العدد؟
نعم، وبمستوى أفضل بكثير من حالهم في الموسم الماضي.
ربط قوي
هل هناك ربط بين وصف الاسترخاء وزيادة عدد فرق الدوري؟
نعم، هناك ربط قوي، زيادة العدد جعل الفرق تلعب بارتياح بعد (تخلص) عدد منها من هواجس صراع الهبوط، فراحت تمنح الفرصة للاعبي الأولمبي، وهذا ما سعينا إلى تحقيقه، ناهيك عن أن الأندية نجحت بإعادة بناء فرقها بشكل واضح من خلال منح الفرصة إلى لاعبين مواطنين جدد في ظل ارتفاع (فاتورة) التعاقد مع لاعبين أجانب.
صمت قليل
ولكن هناك فرق سجلت بريقا أقل في دوري الموسم الجاري مقارنة مع وضعها في الموسم الماضي، ألا يشكل هذا نوعا من السلبيات في قرار زيادة العدد؟
يصمت قليلا، كل عمل فيه سلبيات وإيجابيات، وما تشير إليه مفهوم ومؤشر من قبلنا، ونحن نعرف وندرك ذلك، ولكن أنظر إلى دائرة المسؤولية، على من تقع!
الأيام بيننا
وماذا لو أثبتت الأيام أن زيادة العدد غير مجدية؟
بسرعة، مستعدون للتراجع عن قرار الزيادة وحجتنا في ذلك، أن (العود عن الخطأ فضيلة) فيما لو اعتبرنا القرار خطأ!
هل سيقوم الاتحاد بتقييم تجربة الزيادة بعد انتهاء الموسم؟
نعم، سنجري عملية تقييم شاملة لتطبيق القرار لنخرج بتصور أشمل، أما التراجع عن القرار أو المضي بتطبيقه موسما آخر.
قول مختصر
قريبا من الدوري، ماذا تقول للقائلين بأن المعنيين عن كرة الإمارات استعجلوا الدخول في عالم الاحتراف؟
باختصار، أقول، لو لم نستعجل تطبيق معايير الاحتراف لبقينا إلى اليوم هواة، الانتقال من مرحلة حياتية إلى مرحلة أخرى، يتطلب تحركا، ونحن تحركنا للخروج من نفق الهواية إلى عالم الاحتراف، ومن الطبيعي أن يفرز مثل ذلك التحرك إيجابيات وسلبيات.
استعجال محمود
إذن هو استعجال محمود، أليس كذلك؟
نعم، استعجال كرة الإمارات في الدخول بعالم الاحتراف، يبدو استعجالا محمودا، وإن رافقته بعض السلبيات، وهذا شيء طبيعي.
لم نعش يوماً تحت ضغط «الآسيوي»
لم يكتف (البيان الرياضي) في حواره مع يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم بـ (النبش) بين سطور الحاضر المعاش فحسب، بل عمدنا إلى الدخول معه في دائرة الماضي القريب لعلاقته الوثيقة بالحاضر، فقفزت إلى الواجهة (حكاية) العلاقة مع الاتحاد الآسيوي، وهنا يقول السركال: (لم نعش يوما تحت ضغط الاتحاد الآسيوي)، مفندا الأقاويل التي ذهبت باتجاه (اتهام) اتحاد كرة القدم بالوقوع تحت ضغوط الاتحاد القاري.
وهنا يوضح السركال قائلا: لم نقع أو نعش يوما تحت ضغط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سواء فيما يتعلق بوضع النظام الموحد للاتحاد أو الدخول في عالم الاحتراف، بل على العكس، طلبنا من الاتحاد الدولي (الفيفا) النظام الموحد لدراسته وتطبيق ما يناسبنا، قبل مفاتحة الاتحاد الآسيوي، لقناعتنا بأهمية (تنظيم أنفسنا) قبل أن يطلب الآخرون ذلك منا!
وشدد السركال على أن اتحاد الإمارات لكرة القدم صار مرجعا لاتحادات عربية وخليجية برجوعها إليه في الكثير من الجوانب الإدارية والتنظيمية، خصوصا تلك المتعلقة بتطبيق أنظمة (الفيفا)، منوها إلى أن ذلك يعد مصدر فخر لأبناء أسرة كرة القدم في الإمارات.
وأشار السركال إلى أن رغبة المشاركة بأبطال آسيا ولدت من رحم الإرادة الخالصة لأبناء الإمارات بعد تطبيق آليات المشاركة في البطولة طوعيا وليس تحت طائلة الضغوط كما يتوهم البعض، منوها إلى أن اتحاد كرة القدم حريص على التواجد في بطولة قارية كبيرة بإرادته وبرغبة أنديته، مشيرا إلى أن شروط الاتحاد الآسيوي ليست إلزامية في حالة عدم الرغبة بالمشاركة في أبطال آسيا، مستدلا على ذلك باتحادات الكويت والبحرين وعمان التي لم تشارك فرقها في البطولة بناء على رغبتها الوطنية.
وشدد السركال على أن المنتخب الأولمبي يعد نتاج التجربة الاحترافية التي تعيشها كرة الإمارات منذ 5 سنوات، مشيرا إلى أن (خليجي21)، سيكون بمثابة الاختبار شبه الرسمي الأول لكوكبة لاعبي المنتخب الأول القادمين من الأولمبي.
مع الإعلام
حرص السركال على الإشادة بالدور الفاعل للإعلام الرياضي بمختلف صنوفه، مشددا على أنه يأمل بإقامة لقاء دوري مع الإعلام الرياضي لتسليط الأضواء الكاشفة على مجمل قضايا كرة القدم في الإمارات بروح رياضية شفافة.
مبنى مفخرة
وصف السركال مقر اتحاد الإمارات لكرة القدم بـ (المبنى المفخرة)، مشددا على أن المبنى يليق باتحاد لكرة القدم، منوها إلى أن للمبنى (هيبة) من نوع خاص تشعر الناظر إليه بانه مكان ذو قيمة.
تقييم شامل
كشف السركال النقاب عن أن اللجنة الفنية التابعة لاتحاد كرة القدم ستقوم بعملية التقييم الشامل للمنتخبات الوطنية من جهة والبطولات المحلية من جهة أخرى بهدف الوصول إلى التفاصيل الحقيقية للمشهد الكروي في الدولة.
غياب فحوار
غاب رئيس الاتحاد الطاجيكي عن لقائه مع السركال بمقر اتحاد الإمارات لكرة القدم، فاستثمرنا تواجدنا بناء على الدعوة الموجهة لـ (البيان الرياضي) لتغطية اللقاء الذي لم يتم، في إجراء هذا الحوار مع السركال.
انتخابات الاتحاد الآسيوي مايو المقبل
أشار السركال إلى أن انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يتوقع لها أن تجري في شهر مايو المقبل خلال انعقاد أعمال الجمعية العمومية للاتحاد القاري، والتصويت على المنصب الذي يشغله الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، القطري محمد بن همام في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي (الفيفا)، مجددا تأكيده على أنه عازم تماما على دخول حلبة الصراع على منصب رئاسة اتحاد أكبر قارات العالم، مبديا أمله في أن تبقى الرئاسة عربية، مشددا على أن الفترة المتبقية تبدو كافية جدا لجميع الاتحادات في القارة الصفراء.
لا للتدخل في عمل اللجان
رفض السركال بشكل قاطع التدخل من أي نوع ومن قبل أي طرف بعمل اللجان العاملة في اتحاد الإمارات لكرة القدم، مشددا على أنه غالبا ما (يتحاشى) الالتقاء برؤساء وأعضاء تلك اللجان حتى لا يساور أي من أعضائها شعور بالتدخل في عمل ومهام تلك اللجان، كاشفا النقاب عن أنه ألتقى مرة أو مرتين في أحسن الأحوال برئيس لجنة خلال الفترة الماضية، موضحا أن اللقاء أو اللقاءين تحققا بطريق الصدفة، ولم يتم خلاله أو خلالهما التطرق إلى أي شيء يتعلق بعمل اللجان.
