ربما تأهل منتخب فرنسا إلى دور الستة عشر لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) ولكن المدرب ديدييه ديشان يدرك أنه ينبغي على الديوك أن يظهروا بشكل أفضل إذا أرادوا تكرار إنجازهم بالفوز بالألقاب.

ويلتقي المنتخب الفرنسي في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى مع نظيره السويسري اليوم في ليل، وذلك بعد الفوز بصعوبة على رومانيا 2 - 1 ثم الفوز المثير على البانيا بهدفين نظيفين جاءا في الوقت القاتل، ليؤمن الفريق تأهله إلى دور الستة عشر.

ولكن إنهاء دور المجموعات في الصدارة سيكون على رأس أولويات الديوك من أجل مواجهة صاحب المركز الثالث في مجموعة أخرى، وبالتالي فإن مباراة اليوم تبقى مهمة في ظل امتلاك فرنسا ست نقاط وسويسرا أربع نقاط.

وما يهم المنتخب الفرنسي أيضا هو أن يتوقف عن تسول الانتصارات ويبدأ في إظهار قدراته الحقيقية، وقال ديميتري باييه الذي سجل هدفين في مباراتين لمنتخب فرنسا «لقد أظهرنا أن بإمكاننا تحقيق الفوز في الأوقات العصيبة، علينا أن نتحلى بالصبر»، وتوج منتخب فرنسا بلقب يورو 1984 التي جرت على أرضه كما فاز بلقب مونديال 1998 التي استضافتها فرنسا.

وقرر ديشامب جلوس انطوان غريزمان وبول بوجبا على مقاعد البدلاء بعد المباراة الأولى أمام رومانيا، ولكنهما شاركا من على مقاعد البدلاء أمام ألبانيا وأسهما بشكل كبير في الفوز، حيث سجل غريزمان هدف التقدم في الدقيقة 90 ثم أحرز باييه هدف الفوز في الوقت بدل الضائع.

ولعب بوغبا في العمق في خط الوسط الذي يضم ثلاثة لاعبين في المباراة أمام رومانيا، مع الاقتراب أكثر من الهجوم بهدف استغلال مهاراته في مراوغة الدفاع وإمداد هجوم الديوك بالتمريرات الحاسمة.

وتعد المشكلة الأبرز بالنسبة لمنتخب فرنسا هو أنه يضم العديد من اللاعبين الموهوبين، وجميعهم يريدون أن يلعبوا دور زين الدين زيدان باللعب خلف المهاجم اوليفييه جيرو.

تحسن

وشارك باييه خلف المهاجم في مباراة ألبانيا ولكن مع دخول بوغبا في بداية الشوط الثاني بدا أداء فرنسا يتحسن، وتزايدت قدرات الفريق بشكل أكبر مع مشاركة غريزمان أيضاً.

ولم يشأ ديشامب أن يكشف النقاب عن التشكيل الذي سوف يخوض به مباراة سويسرا، وقال ديشامب «لا يشعر غريزمان أو بوغبا بالسعادة، عادة أي لاعب يشارك من على مقاعد البدلاء يمكنه أن يصنع الفارق»، ويشعر منتخب سويسرا بالإحباط بعد التعادل مع رومانيا ، ولكن المدرب فلاديمير بيتكوفيتش بدأ يتطلع بالفعل لدور الستة عشر بعد أن اقترب الفريق من التأهل، وقال بيتكوفيتش «سيكون من الرائع أن نتصدر المجموعة، سيكون شيئاً جديراً بالاحترام أن نفعل ذلك في مواجهة الدولة المضيفة».

وأضاف «ولكن المركز الثاني أو حتى الثالث، من الذي يعرف أي مركز سيكون أفضل لنا فيما يتعلق بالفريق الذي سنواجهه في الدور التالي».ويتعين على رومانيا التغلب على جارتها البانيا إذا أرادت بلوغ الدور الثاني من البطولة القارية عندما تلتقيها اليوم في ليون.

وصمد المنتخب الروماني أمام نظيره الفرنسي ولم يسقط أمامه إلا في وقت متأخر ، وفي مباراته الثانية، خرج بالتعادل مع سويسرا،وحتى الآن لم ينجح المنتخب الروماني في تسجيل هدف من لعبة مفتوحة، إذ جاء هدفاه من ركلتي جزاء من جانبها، أظهرت البانيا روحاً قتالية فائقة ، ولم تكن محظوظة في مباراتها الأولى الرسمية في بطولة كبيرة بعد أن خسرت قائدها .وفي مواجهة فرنسا، أقفلت جميع المنافذ المؤدية إلى مرماها قبل أن تسقط في الوقت بدل الضائع بهدفين نظيفين.

حسابات

ومع انطلاق فعاليات الجولة الثالثة اليوم تبدأ مرحلة الحسابات المعقدة وتطبيق معايير التأهل في حالة التساوي في رصيد النقاط، ويزداد الموقف تعقيداً في النسخة الحالية من البطولة الأوروبية عن سابقاتها لزيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24 منتخباً.

وفي ظل الفرصة السانحة للتأهل أمام أفضل أربعة من بين المنتخبات التي تنهي فعاليات الدور الأول في المركز الثالث وهو ما يجعل الحسابات لا تقتصر على كل مجموعة بمفردها وإنما ستكون المقارنة بين المجموعات موجودة لتحديد أفضل أربعة منتخبات من بين أصحاب المركز الثالث، ولن تقتصر المعايير الخاصة بالتأهل على عدد النقاط وفارق الأهداف وإنما قد تمتد إلى ركلات الترجيح.

ترتيب

وتحدد المادة رقم 18 من لائحة المسابقة كيفية ترتيب المنتخبات في كل مجموعة وكذلك تحديد أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، ويتحدد ترتيب الفرق في كل مجموعة طبقا لعدد النقاط التي حصدها كل منتخب.

ولكن في حالة تساوي عدد النقاط بين منتخبين أو أكثر، تطبق المعايير التالية على الترتيب وتدريجياً لحين حسم المفاضلة، حيث ينظر إلى أكبر عدد من النقاط يحصل عليه كل منتخب في المباريات بين الفرق المتساوية. يلي ذلك منح الأفضلية للفريق صاحب أعلى فارق أهداف في المباريات بين الفرق المتساوية، ثم الفريق صاحب أعلى رصيد من الأهداف سجلها الفريق بين الفرق المتساوية.

وإذا أسفرت المعايير الثلاثة الأولى (في حالة التساوي بين أكثر من منتخبين) عن فصل أحد هذه المنتخبات، يعاد تطبيق نفس المعايير على الفريقين أو الفرق الثلاثة المتبقية بمعزل عن المنتخب الذي فصل مسبقاً.

حسم

وإذا استمر التساوي بين منتخبين أو أكثر، تطبق المعايير من 5 إلى 9، حيث يعتد بفارق الأهداف العام في جميع مباريات المجموعة، ثم الفريق صاحب أكبر رصيد من الأهداف في جميع مباريات المجموعة، وإذا كان التساوي بين منتخبين فقط بعد تطبيق المعايير من 1 إلى 6، تنفذ ركلات ترجيح بين الفريقين إذا كانت مباراة الجولة الثالثة بينهما.

ولكن إذا ظل التساوي بين أكثر من فريقين، يستمر تطبيق المعايير الباقية، طبقاً للترتيب في قائمة اللعب النظيف بالنهائيات، وأخيراً يتم اللجوء إلى ترتيب المنتخبات في تصنيف (المعامل) الذي يستخدمه الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) لتصنيف المنتخبات الأوروبية.

أمام تحديد أفضل أربعة فرق من المنتخبات صاحبة المركز الثالث في المجموعات الست فيتم تحديدها استناداً إلى عدد النقاط التي حصل عليها كل فريق، ثم فارق الأهداف ثم رصيد الأهداف المسجلة، ثم ترتيب الفريق في قائمة اللعب النظيف بالنهائيات، ثم موقع الفريق في تصنيف (المعامل).

قلق

رشح الكثير من النقاد، منتخب فرنسا لرفع كأس يورو 2016، يوم العاشر من يوليو المقبل، ولكن حتى الآن، تشعر بعض الجماهير بالقلق من الأداء الذي يظهره الفريق، على الرغم من أن الفوز في الوقت القاتل، يعني أن الحظ يقف بجانب الفريق.