لم تعد كرة القدم مجرد لعبة، بل صارت عِلماً وميداناً للاستثمار، ودخلت أموال مؤسسات ورجال أعمال عرب «لاعباً» رئيساً في هذا الميدان، باستثمارات بلغت مليارات الدولارات، لا سيما في الدوري الإنجليزي، الأشهر والأقوى على مستوى العالم، ويكمل الصورة لاعبون عرب، صاروا نجوماً لا تقل قيمتهم السوقية عن نظرائهم من جنسيات مختلفة، وفي دوريات أخرى في أوروبا.. هنا نلقي الضوء على أهم وأعرق أربعة أندية أوروبية استحوذت عليها مؤسسات ورؤوس أموال عربية، فأضافت إليها، وزادت من شهرتها بين الأندية.



قصة التعافي

البداية مع نادي «مانشستر سيتي»، تم تأسيسه في عام 1880، باسم «سانت ماركس»، إلى أن أُطلق عليه اسمه الحالي في عام 1894. كانت الفترة الأكثر نجاحاً للنادي في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، بفوزه بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية وكأس الكؤوس الأوروبية. وبعد خسارته عام 1981 نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، بدأ يتراجع، وبلغ ذروة هبوطه إلى دوري الدرجة الثالثة للمرة الأولى في تاريخه عام 1998، لكنه استعاد وضعه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن اشتراه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، عبر «مجموعة أبوظبي المتحدة»، ليصبح من أغنى أندية العالم، ويحقق قفزة تاريخية، إذ فاز بـ 6 بطولات للدوري الإنجليزي الممتاز، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا 2023. كما توسعت قاعدة جماهيره عالمياً، وارتفعت قيمته السوقية إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وتجاوزت إيراداته حسب تقارير هذا العام 2025، حاجز 800 مليون يورو سنوياً، مدعومة برعايات ضخمة، أبرزها «طيران الاتحاد»، وشركة «بوما» العالمية الشهيرة للمعدات الرياضية.



الحصان الأسود

نادٍ إنجليزي آخر، هو «نيو كاسل يونايتد»، الملقب في السنوات الأخيرة باسم «حصان الدوري الأسود»، بعد النتائج المبهرة التي قدمها، وقهر فيها أقوى الفرق، بفضل أهم التجارب الاستثمارية السعودية في أوروبا، حيث استحوذ عليه صندوق الاستثمارات العامة السعودي عام 2021، بصفقة بلغت قيمتها 305 ملايين جنيه إسترليني. «نيو كاسل» سابع أكثر الأندية الإنجليزية تحقيقاً للبطولات، تأسس في عام 1892، ويملك أحد أكبر ملاعب إنجلترا. ومنذ صفقة الاستحواذ السعودية، شهد تحسناً قياسياً فنياً ومالياً، إذ عاد للمنافسات الأوروبية بعد غياب طويل، وتأهل لدوري أبطال أوروبا عام 2023. وحسب آخر تقارير النادي في العام الماضي، بلغت إيراداته 320 مليون جنيه إسترليني، بزيادة 28 %، في حين قفزت الإيرادات التجارية بنسبة 90 %، بفضل عقود الرعاية مع شركات سعودية، مثل «سيلا» و«نون».



صفقة ساويرس

نادٍ إنجليزي ثالث دخل ضمن الصفقات العربية، هو نادي «أستون فيلا»، فقد استحوذ رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس، على حصة مسيطرة في النادي عام 2018، ضمن صفقة بلغت قيمتها نحو 36 مليون دولار. ومنذ ذلك التاريخ، تطور النادي بشكل واضح، إذ عاد للدوري الإنجليزي الممتاز، وشارك في المنافسات الأوروبية، وحقق نتائج جيدة، مكنته من المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري الإنجليزي «بريميرليغ».

تأسس النادي عام 1874، وهو أحد مؤسسي الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1888، ورئيسه الأسبق وليام ماكغريغر عام 1885، هو صاحب فكرة إنشاء الدوري المحلي. ومؤخراً، بعد غياب عن الـ «بريميرليغ» لمدة 3 سنوات، وبفضل تلك الصفقة، دخل النادي لأول مرة ضمن قائمة أعلى 20 نادياً في العالم من حيث الإيرادات، حيث حقق أكثر من 220 مليون دولار، وفق تقارير ديلويت، وزادت جماهيريته بشكل كبير، ما أدى إلى الحصول على صفقات رعاية تجارية جديدة، تدر عليه ملايين الدولارات.



نادي الأمراء

ومن إنجلترا إلى فرنسا، حيث النادي الأشهر في دوري كرة القدم هناك، رغم حداثته نسبياً، باريس سان جيرمان، الذي تأسّس عام 1970، وهو عضو مؤسس برابطة الأندية الأوروبيّة، وقد استحوذت عليه مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية، بقيادة ناصر الخليفي عام 2011، مقابل 70 مليون دولار، إضافةً إلى ديون بقيمة 20 مليون يورو، تلك الصفقة التي غيّرت وجه النادي بالكامل، إذ أصبح أحد أبرز الأندية في أوروبا والعالم. وحقق منذ ذلك الوقت 9 بطولات في الدوري المحلي، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2020، واستطاع استقطاب نجوم عالميين، وتجاوزت قيمته السوقية اليوم 4.25 مليارات يورو، وحقق في الموسم الماضي إيرادات قياسية بلغت 837 مليون يورو، بعد حصوله على عقود رعاية عالمية، مع كلٍّ من «نايكي» و«جوردان» و«طيران قطر».