يبلغ متوسط مدة عمل المدرب في دوري أدنوك للمحترفين، 290 يوماً وفقاً لدراسة قام بها موقع مرصد كرة القدم التابع للمركز الدولي لدراسات كرة القدم، وشملت 65 بطولة دوري وطني حول العالم ومنها دورينا، كما كشفت أن نسبة 78.6% من مدربي أنديتنا لا يكملون عامهم الأول، وأن نسبة بقاء المدرب لمدة موسمين في الدوري الإماراتي تصل إلى 14.3%، وفوق 3 مواسم إلى 7.1%، وهو ما يكشف عن حجم التغييرات الكبير الذي تجريه أندية دورينا على الأجهزة الفنية، ويفتح باب التوقعات والترشيحات بالمزيد من التغييرات في الموسم الجديد، والذي سيشهد الكثير من التوقفات بسبب مشاركة منتخبنا الوطني وأنديتنا في العديد من الاستحقاقات الخارجية المهمة.
واتخذت 5 أندية من دوري أدنوك للمحترفين، قرارها بالتغيير على مستوى القيادة الفنية قبل فترة الإعداد للموسم الجديد الذي ينطلق يوم 16 و17 أغسطس الجاري، بمباريات الجولة الأولى من الدوري، إذ تعاقد الوصل مع المدرب البرتغالي لويس كاسترو، والنصر مع المدرب الصربي سلافيسا يوكانوفيتش، والوحدة مع المدرب البرتغالي خوسيه مورايس، وبني ياس مع المدرب البلغاري إيفايلو بيتيف، والظفرة مع المدرب المونتنيغري زيلكو بيتروفيتش، وفي الوقت نفسه، انتقل الصربي ميلوش ميلوييفيتش من تدريب الوصل إلى الشارقة، والمدرب الوطني حسن العبدولي من دبا الحصن إلى خورفكان.
بينما فضلت 7 أندية الحفاظ على مدربيها، ليبقى البرتغاليان باولو سوزا مدرباً لشباب الأهلي، وبرونو بيريرا مدرباً لدبا، والصربيان فلاديمير إيفيتش مدرباً للعين، وغوران توفيغدزيتش مدرباً لعجمان، وفوك رازوفيتش مدرباً لكلباء، والمغربي الحسين عموتة مدرباً للجزيرة، والإيراني فرهاد مجيدي مدرباً للبطائح، ويبقى مع هؤلاء المدربين السؤال الذي يطرح سنوياً، إلى أي مدى يمكنهم تحقيق طموحات جماهير أنديتهم، والصمود والحفاظ على وجودهم في المنطقة الفنية، خصوصاً وأننا تعودنا أن تطول «مقصلة الإقالة» العديد من المدربين قبل نهاية الدور الأول من دوري أدنوك للمحترفين؟
ويجيب المدرب السوداني فوزي التعايشة مدرب شباب الأهلي السابق، عن هذا التساؤل بقوله: «ظاهرة تغيير المدربين موجودة في كل دوريات العالم، وتبرز بشكل كبير في الدوري الإماراتي منذ تطبيق الاحتراف، وخصوصاً في المواسم الأخيرة التي تشهد ارتفاعاً في حدة الصراع على الألقاب المحلية، وتلجأ عادة إدارات الأندية إلى قرار التغيير الفني، لامتصاص غضب الجماهير، ومحاولة إنعاش مستوى الفريق بفكر جديد، وينجح هذا الأمر في الكثير من الأحيان إذا كان الفريق يمتلك العناصر القادرة بخبرتها على تلقي الاستراتيجية الجديدة، وتنفيذها على أرض الملعب، ولذا أتوقع استمرارها وظهورها المبكر في الموسم الجديد».
وأضاف: «شخصية المدرب يكون لها تأثير مهم على مدى نجاح عمله مع الفريق، إلى جانب عدم وجود فارق عمري كبير بينه وبين اللاعبين، وأعتبر أن العاملين هما الأهم في مسيرة نجاح أي مدرب في السنوات الأخيرة، ويمكن التدليل عليها بالعديد من الأمثلة العالمية، بالإضافة إلى نجاح ميلوش في الموسم قبل الماضي، في قيادة الوصل إلى تحقيق لقبي الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وتأثرت نتائجه في البطولات المحلية للموسم الماضي، لانشغاله بالمشاركة الآسيوية، ولكني أتوقع نجاحه مع الشارقة في الموسم الجديد، لأنه مدرب يملك الطموح و«الجوع» للبطولات».
وأردف قائلاً: «كما يمكن إضافة عامل نجاح مهم آخر للمدرب، وهو القرب النفسي بما يكفي وعند حد معين مع اللاعبين، بما يمكنه من إيصال أفكاره، وتحفيز عناصر الفريق على بذل أقصى ما لديهم من جهد خلال المباريات، وهذا العامل يجيده ببراعة الروماني أولاريو كوزمين مع الأندية التي عمل فيها طوال مسيرته، وآخرهم الشارقة، لذا أتوقع نجاحه في مهمته الحالية مع المنتخب الإماراتي الأول، وكذلك فعل البرتغالي باولو سوزا، مع شباب الأهلي في الموسم الماضي، وأنتظر منه المزيد من النجاحات في الموسم المقبل، على الرغم من صعوبة المهمة نتيجة الروح القتالية التي تتحلى بها دائماً الفرق عندما تواجه البطل في أي مسابقة».
