أثارت قضية انسحابات أندية دوري الدرجة الأولى(الهواة) وتهربها من خوض المباريات الرسمية جدلاً واسعاً، وحالة من الغضب والغليان وسط القيادات الرياضية في تلك الأندية، محذرة في ذات الوقت من تراجع وضعف المسابقة، ولربما يضعها في مهب الريح، في ظل تكرار الانسحاب مستقبلاً، إلى جانب عدم التزام الفرق بخوض المباريات كما حدث في أول جولتين على انطلاقة المسابقة، بعد أن غاب «غلف أف سي» عن أداء مباراته في الجولة الأولى أمام الظفرة، والذي تم منحه النقاط الثلاث بقرار إداري، واعتبار «غلف أف سي» خاسراً بثلاثية نظيفة، ليتكرر ذات المشهد السبت الماضي بعد فشل فليتوود يونايتد «الوافد الجديد» لدوري الأولى، في إكمال قائمة المباراة، فضلاً عن مباراة مؤجلة من الأسبوع الأول بين مجد وفيلتوود يونايتد، حيث تقرر قيامها 14 نوفمبر المقبل.

وتنص لوائح المسابقات، حال تأخر الفريق عن الوقت المحدد لبدء المباراة، أو تأخره في النزول لأرضية الملعب بين الشوطين، على منح الحكم مهلة مدتها 15 دقيقة، قبل إعلان إنهاء المباراة، واعتبار الفريق الثاني فائزاً 3 - 0، ما لم تكن النتيجة الفعلية أكبر من ذلك.

عقوبات مغلظة

أكد سيف حمد بن قضيب الزعابي، رئيس مجلس إدارة الجزيرة الحمراء أن قرار الانسحاب من أي مباراة له تأثيرات سلبية على المسابقة، وتضعف من قيمة الدوري فضلاً عن النتائج، التي تستفيد منها الفرق الأخرى، وأشار إلى أن تهرب الفرق من خوض المباراة يفتح باباً لفرق أخرى باتباع ذات الطريق طالما أن العقوبة معروفة، وهى خسارة المنسحب 3 - 0، وتحويل النقاط الثلاث للطرف الآخر. وقال: يجب أن تكون هناك عقوبات أخرى وتدخل حاسم من قبل قادة اتحاد الكرة لتجنب انسحابات أخرى مع وضع معايير وضوابط صارمة في هذا الصدد.

وتطرق الزعابي إلى ما أسماه بأندية الشركات التجارية، مشيراً إلى أن بعض الفرق ليس لها كيان أو ملاعب أو حتى تاريخ وتفتقر لأبسط الإمكانات، مستغرباً قبول المسابقات بها، في وقت ابتعدت فيه أندية نظامية، وانسحبت من المشهد على غرار الرمس والتعاون ومسافي، وهى الأندية التي كان لها ثقل في خريطة المسابقة، ويجب على اتحاد الكرة إعادة النظر في قرار ابتعادها، وحلحلة مشاكلها وإعادتها إلى المشهد مرة أخرى وإلحاقها بالمسابقة، لافتاً إلى أن المقارنة بين أندية الشركات والأندية النظامية تكاد تكون شبه معدومة، فالأندية النظامية لها تاريخ وجمهور وقواعد، وتعتبر من الأندية المهمة والحيوية كل في منطقته، وقال: خروج أندية إمارة رأس الخيمة الثلاثة محزن ومؤسف، ولكن آمالنا كبيرة بأن يراجع اتحاد الكرة قراره، ويعيدها إلى مصاف المسابقة من جديد لكي نضمن أندية منتظمة، تسهم في استقرار المسابقة، وترفع من أسهمها، فضلاً عن منحها القوة والثقل إلى جانب وجود الجماهير.

حلول ناجعة

قال عبد الله أحمد الظنحاني، المدير التنفيذي لنادي دبا الفجيرة: إن الانسحابات تحدث ربكة في منظومة المسابقات، لافتاً إلى أن اتحاد الكرة مطالب بإيجاد الحلول الجذرية لإيقاف تخلف بعض الفرق عن خوض المباريات لأسباب مختلفة، وأشار إلى تأثير النتائج على وضعية الفرق، منوهاً بأن اللائحة تشير إلى أن الفريق غير المنسحب يحصل على 3 نقاط، ويعتبر فائزاً 3 - 0، وهذه النتيجة ربما تفرق أحياناً مع فرق أخرى لم تستطع الفوز بذات النتيجة، وعلى نفس الفريق. ونوه الظنحاني بأن الانسحابات بالتأكيد ستسهم في إحداث ربكة وتضع بعض الفرق في المقدمة دون أن تلعب في وقت تخوض فيه ذات الفرق أمام فريقهم «النواخذة» مبارياتها بكل قوة، لافتاً إلى أنهم في دبا الفجيرة قاموا بتجهيز الفريق الأول بإقامة معسكر خارجي، واللاعبون يبذلون مجهوداً مقدراً من أجل الفوز، وتابع: على الرغم من كل ما صرف من أموال خلال فترة المعسكر الصيفي نأتي للمسابقة لنجد بعض أندية الشركات تتخلف عن خوض المباريات، داعياً إلى سن قوانين وتشريعات وعقوبات وضوابط لمجابهة انسحاب مثل هذه الأندية، مع وجود ضمانات منذ بداية الموسم بعدم انسحابها من مثل هذه المباريات الحساسة، خصوصاً أنها تشارك في دوري مهم للغاية، ومؤهل للعب مع أندية دوري المحترفين مع نهاية الموسم.

بدوره استغرب عبد العزيز منقوش نائب رئيس مجلس إدارة نادي التعاون حالة الانسحابات، التي حدثت في أول مباراتين مشيراً إلى أنها المرة الأولى خلال المواسم السابقة لا يحضر الفريق لأداء مباراة رسمية ومعلنة منذ أشهر، وتساءل منقوش عن كيفية انسحاب فريق من مباراة مهمة تم الترتيب وإجراء القرعة لها لتلعب في اليوم المحدد، والجميع ينتظر خوض الفريقين للمباراة ليفاجأ الشارع الرياضي بأن أحد الفرق رفض الدخول لأرضية الملعب لأسباب ربما تبدو غير منطقية إطلاقاً، تقدمها الفرق للهروب من العقاب تتمثل في عدم اكتمال قائمة الفريق أو لوجود خلافات بين اللاعبين وإدارة النادي، أو لعدم استيفاء النادي المعني لاشتراطات اتحاد كرة القدم، وكل هذه الأسباب يمكن تلافيها إذا كانت إدارة الفريق المنسحب جادة، وتضع في أولوياتها نجاح مسابقة دوري أندية الدرجة الأولى.