اختار النجم الهولندي من أصول غانية ممفيس ديباي سرد القصص الإنسانية بدلاً من لغة الأرقام والإحصائيات ليعبر عن تجربته الحياتية في البرازيل، إذ كشف النقاب عن فيلم وثائقي قصير بعنوان «العمل كثيراً» عبر قناته على منصة «يوتيوب». وبعد مرور أكثر من عام على مغادرته الملاعب الأوروبية وانضمامه لنادي كورينثيانز البرازيلي، يقدم ديباي في هذا المشروع مزيجاً بين التوثيق والتعبير الفني، مستكشفاً معنى العمل بعيداً عن صخب ملاعب كرة القدم.
ويركز الفيلم الوثائقي على حياة الرجال والنساء الذين غالباً ما تمر مهنهم دون أن يلحظها أحد، حيث يفسح ديباي المجال لمصفف شعر وبائع متجول وخباز وميكانيكي لمشاركة روتينهم اليومي وصراعاتهم ودوافعهم وتتمحور شهاداتهم حول أهداف بسيطة لكنها قوية، مثل إعالة أسرهم وامتلاك منزل والعيش بكرامة.
وعمد ديباي إلى وضع أصوات هؤلاء الأشخاص في قلب السرد، مما سمح لتجاربهم بأن تصل للجمهور دون انقطاع، مع التحول بسلاسة بين أسلوب الوثائقي والمقاطع الموسيقية التي يقدم فيها النجم الهولندي المخضرم أبياتاً شعرية وخطوطاً غنائية، مصوراً نفسه كعامل بين الآخرين.
ويتميز المشروع بنبرة صادقة تبتعد عن الإثارة، حيث لم يضع ديباي نفسه في دور المنقذ أو المعلق، بل كمراقب يستمع ويضخم الأصوات التي نادراً ما تسمع على المنصات الكبرى، مما جعل النتيجة النهائية تبدو انعكاساً شخصياً وتأملياً أكثر منها ترويجاً ذاتياً.
